لم تطلع شمس يوم الخميس 17/12/2009 حتى كان العديد من عمال شركة فلورتاكس المضربين تحت العناية الطبية نتيجة الإصابات و الأضرار البدنية التي لحقتهم بعد أن اقتحمت مجموعة من ذوي العضلات المفتولة و المسلحة بالأسلحة البيضاء ( هراوات و سكاكين و سواطر و مقذوفات غازية و سلاسل) مقر الشركة. الشعب اتصلت بالأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي الذي أفادنا: هاجمت هذه العصابة العمال المضربين بشركة فلورتاكس الكائنة بطريق تنيور كلم 9 صفاقس و ذلك يوم الخميس 17/12/2009 على الساعة الخامسة صباحا حيث اقتحمت هذه العصابة بشكل مباغت و قامت بتكسير الأبواب و قطع أسلاك الكهرباء و تعنيف العمال المضربين و اهانتهم و إخراجهم بالقوة من مكان الإضراب و طردهم ثم سيطروا على المؤسسة و هم مسلحون أمام أنظار الأمن، و اتضح فيما بعد أن هذه المجموعة و التي يبدو أنها مدربة على عمليات الاقتحام و السيطرة باستعمال القوة تنتمي إلى شركة "GARDES FORCES " كائنة بتونس العاصمة كما تأكد أن هذه المجموعة و التي ضبط عددها و هويتها المتفقد الجهوي للشغل بصفاقس و أعوان الأمن لا علاقة لها بطلب الشغل و لا الانتماء للمؤسسة و قام الأمن بإخراجهم و حمايتهم أمام احتجاجات النقابيين و العمال المضربين جراء ما اقترفته هذه المجموعة المسلحة من اعتداء سافر و همجي و وحشي نتجت عنه عديد الإصابات و الأضرار البدنية أدت إلى بقاء عدد من العمال المضربين تحت العناية الطبية. ثم أضاف أنه أمام خطورة ما حدث و الذي يعد سابقة خطيرة تمس في العمق حرية العمل النقابي و ممارسة العمال حقهم تنفيذ الإضراب و حمايته " PIQUET DE GREVE " فإن الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بقدر ما يندد بما حدث فإنه يحمل المسؤولية الكاملة للممثل القانوني لشركة فلورتاكس لاستعانته بالمجموعة المسلحة المشار إليها و كل طرف قد يسانده في تعنته و تصلبه و دعم نهجه المعادي للعمال و العمل النقابي و ما زاد في استغراب النقابيين هو إسراع السلط الأمنية بإطلاق سراح أعضاء هذه العصابة و هو ما يؤكد أن هذه العصابة تلقت الضوء الأخضر من الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع المؤجر لهذا فإن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يعتبر ما حدث لا يمكن السكوت عليه و يطالب السلط بتحمل مسؤولياتها إزاء ما حدث كما سيحتفظ الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في الدفاع عن منضوريه بكل الوسائل المشروعة و النضالية و القانونية بما في ذلك التصدي الحازم لمثل هذه العصابات بالإضرابات التضامنية. كما أشار الكاتب العام قائلا: لا يفوتنا أن نقدم تحية إكبار و تقدير لكل النقابيين و كل الهياكل التي عبرت إثر هذا العدوان الغاشم و السافر على إخوانهم العمال المضربين بشركة فلورتاكس و واكبوا الحدث و تحولوا إلى عين المكان و عبروا عن تضامنهم و وقوفهم قلبا و قالبا ضد هذه الظاهرة الخطرة و نخص بالذكر عمال الشركة الجهوية للنقل بصفاقس الذي قاموا بوقفة احتجاجية كما عبرت كل القطاعات بالجهة عن استعدادها للنسج على منوال الشركة الجهوية للنقل بصفاقس و لكن المكتب التنفيذي بالجهة دعا إلى التريث حفاظا على المناخ الاجتماعي و ارتأينا أن نحل المشكلة مع السلط المعنية بالأمر. كما أريد أ كد على أن الهجمة كانت شرسة حقا صمد أمامها عمال شركة فلورتاكس ساعات بفضل عزيمتهم و صبرهم و من ناحيتنا و بفضل الله تصرفنا بحكمة و بروح مسؤولية عالية و ذكاء و تحكمنا في أعصابنا فأبطلنا ما خطط له صاحب المؤسسة و من معه في إدخال الجهة في جو من الفوضى و الارتباك الاجتماعي. و في الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي يتآمر فيها هذا المؤجر و من لف حوله من دوائر نعرف الكثير منها بالأسماء قصد إخراج ما يعيشه من مشاكل مع العمال بسبب تصلبه و تعنته من داخل الشركة و تحويلها إلى قضية سياسية و توظيفها توظيفا سياسيا و اقتصاديا مقيتا فعمد هذا المؤجر الذي لم تخبره الأيام بعد بأن الاتحاد هذه المنظمة العتيدة قد تجاوزت محنا ي لها من محن و خرجت منها مرفوعة الرأس بفضل تراص صفوف أبنائها و اعتزازهم بها في سبيل الدفاع عن حقوقهم و كرامتهم بأن تصيد فترة إضراب عمال فلورتاكس ليطلب من الأشقاء الليبيين القدوم إلى صفاقس لتسليم بضاعتهم فأعطينا تعليماتنا في الإبان إلى العمال لحل الإضراب و القيام بواجباتهم على أحسن وجه و ذلك بشحن الشاحنات في أحسن الأوقات و بالتالي سحبنا منه ما كان يخطط له ألا و هو تحميل الإتحاد الجهوي إلحاق الضرر باقتصاد البلاد و تعكير صفو العلاقة مع الشقيقة ليبيا و أكدنا له أن مصلحة تونس و اقتصاد البلاد العمال في كل القطاعات هم الأوائل و في الصدارة يدافعون و يستميتون من أجل ذلك. لا بد كذلك في الأخير أن نسجل بأننا تلقينا الدعم و التأكيد من الاتحاد العام و المكتب التنفيذي الذي بارك ما قام به الاتحاد الجهوي و خاصة في جعل الحفاظ على سلامة المناخ في الجهة من الأولويات مع التمسك بمصالح العمال بالحق النقابي و الدفاع عن الحق النقابي الذي كان مستهدفا من خلال هذه العملية القذرة و اللامسؤولة