تهدف التربية الحديثة الى تمكين الطفل من الحياة أي من النموّ والتطوّر وذلك بالتفاعل مع الوسط الذي يوجد به غير أن ذلك التفاعل يبقى مرهونا بمدى الحضور الفكري والبدني والنفسي للطفل وبمدى كفاءة «المربي» سواء كان معلّما أو منشّطا (في نادي، في رحلة) لهذه الأسباب وغيرها نظّمت المنظمة الوطنية للطفولة التونسية بمركز الإقامة والتدريب والتربّصات، المصائف والجولات بالزهراء دورة وطنية لتعهّد ورسكلة المكوّنين وقد شارك في هذه الدورة كل الإطارات العليا الذين قاموا بتربّص المكوّنين وتكفّل كل من السيد قيس فرفرة والسيد محمد ساسي الزّرقي بالإدارة والتنسيق التربوي وقد أكد كلاهما على أن هذه الدورة هي عبارة عن فرصة لتمكين المكوّنين من نقل الأنشطة والتقنيات التي حضروا من أجلها في هذه الدورة للمنشّطين وتبقى المهمّة موكولة لهؤلاء لتلقينها للأطفال. وأكد السيد قيس فرفرة أن الأهداف المرسومة لدورة الرّسكلة هي أولا الإستعداد والإعداد لدورات عطلة الربيع والتعمّق في الفنيّات التربوية والتنشيطية والتركيز على إكتساب القدرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم، كذلك مواكبة تطوّر المادّة التنشيطية والسعي الى الإبتكار والإبداع.. وفيما يتعلق بالورشات فهي ورشة التربية الموسيقية، حيث يتمّ ترديد أناشيد رفقة فرقة موسيقية وورشة الحلقات والتعبير الجسماني حيث يمارس المكوّنون رقصات يضبطها مكوّنون بمقتضى الخبرة والأقدمية. كما سجّلت ورشة الألعاب والتنشيط الرياضي حضورها في دورة التعهّد تحت إشراف السيد منذر الناصفي الذي صنّف الألعاب كالتالي : أولا الألعاب الداخلية وهي تلك التي يمارسها المنشّط صحبة الأطفال في غرفة مغلقة وتكون فكرية بالأساس أما الألعاب الخارجية فهي التي يتمّ تعاطيها في إطار مفتوح وهي في الغالب أنشطة رياضية تتميّز بكثرة الحركة وأخيرا الألعاب الدرامية وهي عبارة عن حصص إحمائية وتمارين «مسرحية». تحف فنية للمحافظة على البيئة وتضمّن برنامج الدورة الوطنية لتعهّد ورسكلة المكوّنين ورشة المهارات اليدوية، بإشراف السيد حسين المولهي وهو معلم تطبيق ومكوّن وهو صاحب فكرة تحويل مواد نفايات الى تحف فنية واستغلالها في أعمال إبداعية، مثل صنع «نخلة» بواسطة قوارير بلاستيكية وتلوين «الجريد» البلاستيكي باللون الأخضر وملء نصف القارورة الفارغ بالرّمل والحصى وبإمكان حسين كذلك صنع تحف مستوحاة من الصناعات التقليدية وأدوات فلاحية وكمنجة وبندقية وآلة العود والشيشة.. ومن الإبداعات الفنية التي يعنى المكوّنون بتعلّمها، تقنية الجرائد أو بالأحرى استغلال أوراق الجرائد المهملة وتحويلها الى تحف فنية في شكل سلاّت ومزهريّات وأباريق، يقع تلوينها باللون البني ونقشها بتنقيطها باللون الذهبي وتدهن بمادة تجعلها قاسية الملمس ولا تتأثّر حتى بالبلل. دورة تكوين تطبيقية.. ونظريّة وبالإضافة الى الورشات الفنية، تضمّن برنامج رسكلة المكوّنين مجموعة من المداخلات التربوية وضّحها المشارك محمد العربي رقاز كالآتي : أولا دور التنشيط والترفيه في تنمية شخصية المراهق والمداخلة الثانية تحت عنوان دور التنشيط في التربية على المواطنة وترسيخ السلوك الحضاري، وقد نشط هذه المداخلات التربوية أساتذة من وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية، والى جانب الورشات الفنية والمداخلات التربوية، تضمّن برنامج تعهّد المكوّنين ورشات تربوية تمحورت حول المواقف الصعبة التي يتعرّض لها المنشّطون والمسيّرون في مجال الطفولة، كذلك أساليب وطرق الإستقطاب ودور المكوّن في تنشيط نوادي الأطفال والإطارات وتطرّقت الورشات التربوية الى موضوع طرق وكيفية تقديم مداخلة والتوثيق الرقمي وملامح المكوّن. خصال المكوّن وقد بيّن السيد محمد ساسي الزرقي وهو أحد مديري الدورة، أنه من الضروري أن تتوفّر في المكوّن مجموعة من الشروط والملامح الخاصة وهي أن يكون متجدّدا ويتمتّع بمرونة في تعامله مع الآخرين ومشعّ ومثقف ومتخلّق ويحظى بحضور ذهني متميّز مع ضرورة أن يتمتّع بالثقة في النفس.. وقد شارك في الدورة الوطنية لتعهّد ورسكلة المكوّنين التي امتدّت أربعة أيام من 4 الى 7 من الشهر الجاري، 57 مكوّنا منهم 10 إناث ويمثّلون 17 مكتبا جهويّا