إستضافت بلادنا على إمتداد الأيام الثلاثة المنقضية (18-17-16 مارس) فعاليات الندوة التكنولوجية الافريقية تحت شعار «دور تكنولوجيات المعلومات والإتصال في تطوير الخدمات البريدية والمالية الالكترونية ومن أهداف هذه الندوة التي نظمت ببادرة من البريد التونسي وبالتعاون مع الاتحاد الافريقي للبريد والاتحاد البريدي العالمي تبادل الخبرات في تطوير الخدمات البريدية خاصة منها الالكترونية فضلا عن تنمية التجارة الالكترونية. كما مثلت هذه الندوة فرصة لتعريف مؤسسات البريد الافريقية بمختلف البرمجيات والمنتوجات الرقمية التونسية ذات الصلة بالخدمات المالية والبريدية على غرار دعم فرص الشراكة والتعاون بين مختلف البلدان الافريقية. وتميزت الندوة بحضور وبمشاركة مسؤولين من مؤسسات بريدية بافريقيا وأروبا من 30 دولة أجنبية ومنظمات دولية ومؤسسات مختصة في صناعة وتطوير البرمجيات التكنولوجية المدرسة الإفتراضية البريدية يواجه قطاع البريد اليوم وفي افريقيا نموّا تكنولوجيا كبيرا ومتسارعا وهو ما من شأنه أن يقلّص من نسبة تطور العائدات حسب ما أشار إليه السيد زهير البصلي الرئيس المدير العام للديوان الوطني للبريد الذي أضاف أن هذه التحوّلات تحتّم مزيد العمل على تنفيذ الاهداف والإستراتيجيات والخطط الميدانية في إتجاه تطوير البريد من خلال توفير أنشطة جديدة من شأنها أن تجعل المؤسسة البريدية عنصرا فاعلا وتدعيم الشراكة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص. من جهة أخرى أكد على توفّق البريد التونسي في المحافظة على نسبة نموّ هامة بفضل تعصير وتنويع الخدمات البريدية المالية الإلكترونية التي أصبحت تمثل ٪34 من نشاط البريد علاوة على نجاح تجربة المدرسة الإفتراضية للبريد التونسي لتكوين أعوان وإطارات لأكثر من 161 مؤسسة بريدية بالدول الاجنبية وحصول المدرسة على جائزة أحسن محتوى رقمي عربي في مجال التدريب خلال 2009. البريد التونسي في أرقام وأبرز السيد محمد الناصر عمار وزير تكنولوجيات الإتصال خلال الندوة ما شهده قطاع البريد من تطوّر في السنوات الأخيرة خاصة من خلال توفير الإطار القانوني للقطاع والاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة وقد سجل قطاع البريد نسبة نمو تجاوزت ٪8 على إمتداد السنوات الاخيرة بفضل تنويع الخدمات المالية التي أصبحت تمثل حوالي ٪65 من النشاط البريدي مقابل ٪40 في السابق. بالإضافة الى ذلك نجاح عملية تشغيل منظومة التراسل الالكتروني Mail post لتوفير عناوين إلكترونية لفائدة كلّ المواطنين منذ شهر ديسمبر 2009 وهو عبارة عن بريد عادي حوّله البريد التونسي الى بريد إلكتروني لتوفير موارد جديدة للمداخيل وتعويض الصناديق البريدية المادية بإلكترونية تحمل عنوان الحريف وبها فضاء مؤمن تستقبل كل ما كان يصل عن طريق البريد العادي وهي مرتبطة برقم هاتف الحريف ليتّم إرسال إشعار لإعلامه بوصول الفواتير كما يتّم الآن العمل على إضافة خدمة جديدة بهذه المنظومة وهي خدمة «التوثيق» لسلامة خلاص الفواتير حسب ما أفادنا به السيد عبد الكريم بوزيد مدير التطوير والتكنولوجيات البريدية. كما ذكر الوزير أنه تمّ اختيار البريد التونسي من طرف الاتحاد العالمي من بين مجموعة متكونة من 20 دولة تضّم خاصة سويسرا واسبانيا والهند. وقد مكن إستعمال منظومات معلوماتية ملائمة لدفع مجال الإدخار وتطوير الشيكات البريدية وتنمية التحولات المالية الإلكترونية من تحقيق نمو سنوي تجاوز ٪20. كما تمّ إعتماد أيضا تطبيقات متصلة بالبنوك الافتراضية والخدمات المالية عن بعد فضلا عن منظومة التصريح الجبائي عن بعد التي مكنت من خلاص الاداءات عبر الانترنات بحجم جملي قدره 1800 مليون دينار خلال سنة 2009. الى جانب ذلك تعميم خدمة المراسلات المؤمنة العاجلة «Web telegram» وقد لاقت إستحسان 82 مؤسسة قامت بإرسال ما يناهز مليون برقية إلكترونية خلال سنة 2009!. وقد تمّ على هامش هذه الندوة تكريم مكاتب البريد التونسية التي تحصلت على شهادات إيزو 9001 بعنوان 2009 الى جانب تنظيم معرض تكنولوجي بمشاركة مؤسسات تعمل في حقل البرمجيات الاعلامية ولها صلّة بالنشاط البريدي