لما يناهز الشهر والنصف ظل الغموض يكتنف أطوار الجريمة النكراء التي جدت يوم 11 نوفمبر 2008 بمنطقة بوحسينة من مدينة سوسة.الغموض في هذه الجريمة كان مداره سؤال واحد: من أقدم على إزهاق روح الفقيدة ولماذا ألقى بجثتها في الماجل ؟ ليكون أهالي الضحية على موعد يوم الثلاثاء الماضي مع الإجابة الشافية لهذا السؤال حيث تم التعرف على هوية القاتل الذي اعترف بارتكابه للجريمة. وللتذكير بتفاصيل الحادثة نشير بأن ابنة الهالكة كانت قد عادت من مدرستها يوم الحادثة فعثرت على نظارة والدتها ملقاة على الأرض وبعض آثار الدماء فسارعت بالاتصال بوالدها الذي هب مسرعا إلى المنزل ليقف على حقيقة المشهد الدامي. جريمة مجانية الزوج عثر على زوجته مفارقة للحياة ملقاة داخل �الماجل� ببهو المنزل فتم الاتصال بأعوان الأمن الذين حضروا على عين المكان لتنطلق تحريات أعوان فرقة الشرطة العدلية بسوسة بغية الكشف عن هوية الجاني.في الأثناء كان الزوج عاجزا عن استيعاب أسباب الجريمة سيما وقد عُرفت الفقيدة باستقامتها ورفعة أخلاقها وسعيها إلى مساعدة المحتاجين.غير أنه لم يتم التوصل إلى هوية الجاني الذي أحاط العملية الإجرامية بكثير من الحذر والحيطة ليقع مؤخرا في شر أعماله . الهاتف الجوال كشف الحقيقة آخر التطورات الحاصلة بشأن هذه الجريمة تفيد بأن عامل بناء أصيل إحدى المناطق التابعة لمدينة القيروان كان يتردد على المنزل للقيام ببعض الأعمال وصبيحة يوم الحادثة طلب من الهالكة تسليمه مبلغا ماليا قدره 10 دنانير لكن يبدو أن ردها لم يوافق مزاجه فعمد إلى دفعها ليرتطم رأسها بالأرض حينها أصابه الذعر وذهب في ظنه بأن الهالكة قد فارقت الحياة لذلك عمد إلى جرها إلى �الماجل� وألقى بها هناك وغادر المكان.وعلى الرغم من حرصه على تضليل العدالة فإن خبرة محققي أعوان فرقة الشرطة العدلية بسوسة بالتنسيق مع فرقة مقاومة الاجرام بتونس مكنت من الإلقاء القبض عليه لما عثروا على الهاتف الجوال للقتيلة وهو الخيط الذي أدى إلى كشف هويته.