تستعد بلادنا في هذه الفترة ككل سنة لعودة التونسيين المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن من خلال تظافر جهود مختلف الهياكل والأطراف المعنية تجسيما للعناية التي يوليها رئيس الدولة بهذه الفئة وحرصا منه على الإحاطة بها باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجموعة الوطنية، وفي مقدمة هذه الهياكل التي تشهد حركية كبيرة بالمناسبة ديوان التونسيين بالخارج الذي أحدث في جوان 1988 والذي تتمثل مهامه الرئيسية في تزويد الحكومة بالمعطيات اللازمة لضبط وتنفيذ سياسة تأطير ورعاية التونسيين بالخارج الذين بلغ عددهم في نهاية ديسمبر الماضي 1.057.797 نسمة.. كما يولي ديوان التونسيين بالخارج في نفس السياق اهتماما خاصا بالعائلة وبالأجيال الشابة وبالكفاءات المقيمة خارج أرض الوطن وهو يكلف أيضا على وجه الخصوص بوضع وتنفيذ كل برنامج ثقافي ينمي ويدعم تعلق أبناء الجالية التونسية بالخارج بوطنهم إلى جانب تسهيل عملية إدماج التونسيين العائدين من المهجر في الاقتصاد الوطني إضافة إلى وضع نظام إعلام وتبليغ مستمر لفائدة التونسيين المقيمين بالخارج ومتابعته وفي هذا الإطار علمت «الإعلان» من مصادر مطلعة بديوان التونسيين بالخارج أن الاستعدادات بخصوص عودة التونسيين المقيمين بالمهجر إلى أرض الوطن جارية ومتواصلة بنسق حثيث باعتبار أن هذه العودة تمثل حدثا هاما يتجدد فيه اللقاء بالأهل والأقارب والوطن، وأضافت مصادرنا أن الديوان ضبط بمناسبة هذا الحدث الهام وبالتنسيق مع مختلف الهياكل والأطراف ذات الصلة إجراءات وتسهيلات في كل نقاط العبور لتأمين أفضل الظروف لعودة التونسيين بالخارج إلى أرض الوطن بالإضافة إلى أنه تم إعداد عديد البرامج لفائدة هذه الفئة طيلة فترة إقامتها بيننا. تأهيل فضاءات وأعوان الاستقبال كما أكدت ذات المصادر أن ديوان التونسيين بالخارج أسس تقاليد سنوية لتوفير أفضل الظروف وأيسر الإجراءات الخاصة بهذا الحدث من خلال تأمين عودة واستقبال الجالية التونسية بالخارج في أحسن الظروف وضمان إقامة طيبة لهم على أرض الوطن وتمكينهم من الاطلاع على مكاسب البلاد ومن قضاء شؤونهم بتسهيلات وإجراءات استثنائية، ومن جهة أخرى ذكرت مصادرنا أن الديوان استعد لهذا الحدث بتأهيل فضاءات الاستقبال وكذلك أعوان الاستقبال الذين تم تكوينهم في كيفية التواصل حتى يتمكنوا من أساليب التعامل مع الآخر بما يليق بصورة تونس ومن المنتظر حسب نفس المصادر أن يتم تعزيز الرصيد البشري من أعوان الاستقبال حيث سيصل عددهم إلى 50 عونا بداية من موفى شهر جوان الجاري، وأشارت مصادرنا إلى أن فرق الديوان ستتواجد بقوة سواء داخل البلاد أو خارجها لتأمين أفضل الظروف لعودة التونسيين المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن وذلك بكل من مرسيليا وجنوة ونابولي وبلارمو وترابني خارج تونس وبكل النقاط البرية والجوية والبحرية داخل البلاد وخاصة في سوسةوالمنستير وجربة وصفاقس ورأس جدير وبنزرت بالإضافة إلى توفير خط أخضر وبريد إلكتروني للاستجابة إلى تطلعات المهاجر التونسي.. مع العلم وأنه سيتم وبشكل مستمر تحيين كل المنشورات والمطويات التي سيتولى الديوان توزيعها في شكل أدلة بكل مناطق العبور أو على متن البواخر والطائرات.. ندوات بالجملة ومن ناحية أخرى ذكرت مصادرنا أن الديوان أعد عديد البرامج في صائفة 2009 فبالإضافة إلى المنتدى الحادي عشر لأصحاب الأعمال التونسيين بالخارج الذي تم تنظيمه بباريس في نهاية شهر ماي الماضي وبمشاركة حوالي 120 مشاركا حيث مثل فرصة لتحسيسهم وتشجيعهم على الاستثمار بتونس وللإصغاء إلى مشاغلهم وآرائهم ومناسبة للسعي إلى إحداث شبكة فاعلة للكفاءات وأصحاب الأعمال فإن ديوان التونسيين بالخارج سينظم خلال شهر جوان الجاري بالتعاون مع السفارة التونسية ولجنة التنسيق بباريس ومختلف الهياكل الوطنية الأخرى خاصة منها وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية وكذلك المرصد الوطني للشباب تجمعا شبابيا بالخارج وبالتحديد بمنطقة نبتان (فرنسا) بمشاركة حوالي 200 شابة وشابة تجسيما لتعليمات رئيس الدولة المتعلقة باستدامة الحوار مع الشباب، كما سينظم الديوان يوم 7 أوت المقبل وتحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي الندوة الوطنية للتونسيين بالخارج بمشاركة حوالي 700 مشارك وهي تتويج للندوات الإقليمية التي تمت خارج أرض الوطن والندوات المحلية والجهوية التي نظمت بكل الولايات تحت إشراف الولاة والمندوبين الجهويين التابعين للديوان ويهدف هذا اللقاء السنوي الهام إلى الاهتمام بمشاغل التونسيين بالخارج والإصغاء إلى تطلعاتهم ومقترحاتهم ودعم مشاركتهم في الحياة الوطنية وإشراكهم في البرامج الموجهة إليهم، وسيقوم ديوان التونسيين بالخارج خلال النصف الأول من شهر أوت المقبل بتنظيم الندوة الدورية للملحقين الاجتماعيين والمرشدات الاجتماعيات وذلك بتونس العاصمة للإطلاع على أوضاع الجالية بصفة عامة ومشاغلها واهتماماتها في مختلف بلدان الإقامة والوقوف على سير عمل مصالح الديوان ومختلف الهياكل التابعة له وبالإضافة إلى ذلك سينظم الديوان خلال النصف الأول من شهر أوت المقبل بتونس العاصمة ندوة الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج بمشاركة حوالي 200 مشاركا والتي تعقد بصفة دورية كل سنتين وهي تهدف إلى تعزيز التواصل مع هذه الكفاءات قصد دعم مساهمتها في المجهود التنموي ببلادنا وخاصة في المجالات العلمية والفنية ونقل التكنولوجيات الحديثة، كما سيقوم الديوان خلال النصف الأول من شهر أوت المقبل أيضا بتنظيم ندوة حول العمل الجمعياتي بالخارج وذلك بتونس العاصمة وبمشاركة حوالي 100 مشاركا وهي تهدف إلى تفعيل العمل الجمعياتي بالخارج والارتقاء به إلى مستوى مشاغل وتطلعات التونسيين بالخارج إضافة إلى تكوين مسيري الجمعيات ورسكلتهم. مصائف.. ودروس لتعليم اللغة العربية كما أضافت مصادرنا أن ديوان التونسيين بالخارج قام ببرمجة أنشطة موجهة للأجيال الناشئة بالخارج ومن بينها ثلاث مصائف بكل من المنستير وبنزرت لفائدة أبناء التونسيين بالخارج الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة (الدورة الأولى من 13 إلى 20 جويلية والدورة الثانية من 20 إلى 27 جويلية والدورة الثالثة من 27 جويلية إلى 3 أوت) بمشاركة 100 مشاركا في كل دورة وقام أيضا الديوان في نفس الإطار ببرمجة أربع دورات أخرى بمركز 7 نوفمبر للاصطياف وترفيه الأطفال بالحمامات لفائدة أبناء التونسيين بالخارج المقيمين بالدول العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة خلال الفترة الممتدة من 8 جويلية إلى 5 أوت المقبلين، وسينظم الديوان إضافة إلى ذلك الدورة العشرين للجامعة الصيفية لتعليم اللغة العربية بمعهد بورقيبة للغات الحية لفائدة حوالي 100 مشاركا من طلبة الأجيال الناشئة للهجرة من 3 جويلية إلى 1 أوت المقبلين إلى جانب تنظيم الدورة السادسة عشرة لتعليم اللغة العربية لفائدة حوالي 3000 مشاركا من أطفال التونسيين بالخارج من 6 جويلية إلى 15 أوت المقبلين وذلك بمختلف ولايات الجمهورية.