تسمى بالأمراض الصامتة وهي فعلا من الأمراض الصامتة فهي تفاجئ صاحبها وتباغته دون سابق إنذار آنتشارها الواضح في السنوات الأخيرة لا فقط في صفوف المسنين والكهول بل أيضا لدى فئات عمرية صغيرة وخاصة لدى الرياضيين طرح أكثر من سؤال ولطالما طالعتنا أخبار وفاة هذا اللاعب أو ذاك بسبب مرض في القلب كيف يمكن لمرض القلب أن يهدد فئة الرياضيين وهم الأكثر مواظبة على اللياقة البدنية والمراقبة الصحية؟ بماذا يمكن تفسير آنتشار أمراض القلب لدى صغار السن هل أن لإنتشار أمراض القلب عموما علاقة بنمط عيشنا وسلوكنا الغذائي والضغوطات النفسية التي نعيشها في هذا العصر؟ هذه التساؤلات وغيرها طُرحت وسُلطت عليها الأضواء من خلال الأيام السادسة التونسية الأوروبية لأمراض القلب التطبيقية والتي آنتظمت أيام 20-19-18 جوان الجاري بحمام سوسة تحت إشراف وزير الصحة العمومية وقد سجلت هذه التظاهرة حضور عدد هام من أطباء القلب من تونس والخارج وبلغ عدد المشاركين 1500 مشاركا منهم مشاركون من الجزائر ومصر بنسبة هامة ومن فرنسا وكذلك من بعض البلدان الأوروبية. حالات آستعجالية الإعلان آلتقت على هامش هذه الأيام التطبيقية بالدكتور عبد الحميد سويلم أخصائي في الطب الإستعجالي وآستفسرت عن مدى آنتشار أمراض القلب عموما. يقول الدكتور عبد الحميد سويلم أن أطباء الإستعجالي يستقبلون يوميا حالات جديدة من مرضى القلب وهي حالات أحيانا على قدر كبير من الخطورة وأمراض القلب هي خاصة أمراض متعلقة بتصلب الشرايين وهو السبب الأول في هذا العصر لأمراض القلب ولو بحثنا في أسباب تفاقم حالات تصلب الشرايين نجد أن المتهم الأول فيها هو طريقة عيشنا وسلوكنا الغذائي وقلة الحركة وعديد العوامل الأخرى مثل التدخين. ويضيف الدكتور أنه وبمجرد بلوغ الحالة لقسم الطب الإستعجالي يعمل فريق الأطباء بداية على تحديد الأعراض والمشكل الذي يعاني منه القلب ويعمل كذلك على آستقرار الحالة والتقليص من آثار الذبحة أو الجلطة القلبية وفي هذا الخصوص يؤكد الدكتور سويلم أن أقسام الإستعجالي أصبحت اليوم تستقبل أكثر فأكثر من مرضى القلب وخاصة صغار السن وبعد أن كنّا في الماضي لا نتحدث عن أمراض القلب إلا بعد سن ال 50 سنة فإننا اليوم نرى شبابا في سن ال 20 و 30 سنة يصابون بمرض القلب علما وأن الرجال هم الأكثر إصابة من النساء بإعتبار وأن المرأة يفرز جسمها هرمونات تشكل نوعا من الحماية لامراض القلب ويصاب 5 رجال على إمرأة واحدة بمرض القلب ويفسر الدكتور إصابة الرجال أكثر بتعدد الضغوطات من جهة ونمط الحياة اليومية والعمل وخاصة المشاكل العائلية ويعتبر أن الرجال يعيشون الضغط أكثر لذلك هم أكثر عرضة للإصابة دون أن ننسى عوامل أخرى لها دور وهي الضغط والسكري وخاصة التدخين. مرض جديد الضغط النفسي هو سبب أغلب المشاكل الصحية في هذا العصر وقد أثبت العلم ذلك من خلال دراسة علمية كشفت عن مرض له علاقة بالضغوطات النفسية وقد توصلت الدراسة التي أجريت في اليابان الى مرض يسمى تاكوتسبو وهو مرض ناتج بالأساس عن الضغوطات النفسية وهذه الضغوطات تسبّب إفراز نوع من الهرمونات في الجسم ينجم عنها أعراض وعلامات تتمثل في آلام في الصدر خاصة لدى النساء والكبار من 60 سنة فما فوق وهي أعراض شبيهة بمرض القلب. أمراض خفية أمراض القلب غالبا ما تكون أمراضا خفية لا تظهر أعراضها في البداية وهذه الأمراض تلعب فيها الأرضية الوراثية دورا بسيطا ولكن الدور الرئيسي في الإصابة كما ذكرنا هو وجود أمراض أخرى مثل الضغط والسكري فهذه الأمراض تعتبر تهديدا مباشرا للإصابة بالقلب ولكن الحال هنا لا ينطبق على الرياضيين الذين يواظبون على الكشوفات الصحية الدورية للتثبت من خلوّهم من الأمراض ولكن بالرغم من ذلك فإنهم ليسوا بمنأى عن الإصابة بالقلب وأخبار الرياضة اليومية تؤكد ذلك. ونحن نفاجأ كل فترة بسماع نبأ وفاة رياضي كان يبدو في صحة جيدة وبسبب مرض قلب خفي لم يقع التفطن إليه خلال الفحوصات الطبية التي تجرى له ولكنه يلقى حتفه في بعض الحالات على الملعب ويختم الدكتور عبد الحميد بالاشارة إلى أن تقدم الطب يبقى عاجزا للكشف عن كافة الامراض التي تمس وظائف القلب ولكن العلاج في مثل هذه الامراض ممكن بتجنب عوامل الاختطار مثل التدخين والضغط النفسي والحرص على علاج الضغط لأنه السبب الاول لأمراض القلب. العادات السيئة وأمراض الضغط تشكل حسب الدكتور قويدر الجريدي رئيس قسم أمراض قلب بمستشفى فرحات حشاد 30 ٪ من نسبة الامراض في حين يمثل 15 إلى 20 ٪ مرض السكري وهو يعتبرها من عوامل الاختطار ويشير محدثنا أن وضعية الامراض في بلادنا تغيرت ففي السنوات الماضية كان الروماتيزم أكثر الامراض إنتشارا واليوم أصبح مرض القلب على رأس القائمة ويرجع الدكتور ذلك إلى تغير مستوى المعيشة والتخلي عن العادات التي دأب عليها أجدادنا كما أن مستوى إستهلاك المواطن إرتفع مقارنة بنشاطه اليومي ويتوقع الدكتور من خلال الدراسات إرتفاعا مذهلا لهذه الامراض بداية من سنة 2025 خاصة وأن 90 ٪ من الحالات الاستعجالية اليوم هي لمرض التصلب في الشرايين وأمراض القلب عموما. وينصح الدكتور بالعودة للفلاحة البيولوجية والعادات الغذائية القيمة والمواظبة على النشاط الرياضي وهذه الحلول هي أحسن سبيل للوقاية من أمراض القلب.