يبدو أن حالة الطوارئ التي يعيشها العالم اليوم بعد تفشي أنفلونزا الخنازير وعبورها لأكثر من قارة ورفع درجة الحذر انعكست آثارها على موسمي الحجّ والعمرة وقد تقرّر كما هو معلوم تعليق العمرة الى أجل غير محدّد ويبقى الخوف قائما بخصوص موسم الحج الذي يتزامن مع إنخفاض درجات الحرارة حيث يسهل انتقال المرض وفي أخطر الحالات تفاعله مع أنفلونزا الطيور وهنا تكمن الكارثة الحقيقية تساؤلات كثيرة يطرحها المواطن في ظلّ ما نراه من رقابة صحية واحتياطات مكثّفة في السفر سواء عند الدخول الى البلاد أو الإنتقال الى الخارج عن إمكانية تعليق موسم الحجّ خاصة وأن عملية الفرز قد تأخّرت وأن المرض في إنتشار متواصل والخوف كل الخوف من أن ينقل حجيجنا المرض الى البلاد. المقاصد الشرعية الثوابت الشرعية التي تؤكد أن من أهمّ المقاصد هي صحّة الإنسان وسلامته وهوما أشار إليه وزير الشؤون الدينية بوبكر الأخزوري خلال اللقاء الإعلامي الذي انتظم بالوزارة نهاية الأسبوع الماضي واهتمّ بأنفلونزا الخنازير وتأثيرها على العمرة والحجّ. الوزير ذكّر بأن المرجعية الدينية تنصح بضرورة المحافظة على صحّة الإنسان والحفاظ على الصحّة مقصد مقدّم على بقية المقاصد الشرعية وهو في الصدارة والمرجعية الدينية لا تتنافى بأيّ حال من الأحوال مع المرجعية العلمية وقد اتّخذت بلادنا الإحتياطات اللازمة.. وأذن الرئيس بتكوين لجنة تضمّ وزارة الشؤون الدينية ووزارة الصحة العمومية ووزارة الداخلية والتنمية المحلية ووزارة الشؤون الإجتماعية الى جانب الشركة الوطنية للخدمات والإقامات وهذه اللجنة تسهر على متابعة المرضى وبخصوص تعليق العمرة أكد الوزير أن وكالات الأسفار متفهّمة وكذلك المواطن لأسباب التعليق لأن صحة المعتمرين تعتبر على المحكّ. تأخر الفرز وبعد تأخّر الفرز لموسم الحجّ بأسبوع بحيث يتمّ الفرز من أيام 29 و30 و1 جويلية 2009، طرح التساؤل عن مآل موسم الحجّ وفي هذا الخصوص أشار الوزير بأنه تمّ إقرار اجراء وهو الفحص الطبي الثاني المدقّق الذي سيجري على بعض الحجيج وخاصة كبار السنّ اذ هم حسب المختصين أكثر عرضة من غيرهم لإلتقاط المرض كذلك الشأن بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة.. هذا وتتواصل بالتوازي الجهود مع الأطراف السعودية لرصد الحالات وتجنّب أكثر ما يمكن من حالات الإصابة.. ولم ينف الوزير أن الخطر الأكبر سيكون عند عودة الحجيج بفعل الإحتكاك بالأقارب والعائلة وهنا تكثر احتمالات العدوى وربما تفاعل الفيروس مع فيروس أنفلونزا الطيور ليصبح المرض أخطر بكثير. للتذكير عدد المترشحين لموسم الحج هذه السنة يبلغ 77 ألف و600 مترشحا وسيقع إنتقاء 9 أو 10 آلاف شخص ولكن السؤال يظلّ قائما عن فرضية تأجيل الحج والحجيج أنفسهم أعربوا عن تخوفهم من الإصابة عند آداء المناسك. تبادل خبرات ومن جهة أخرى أشار الوزير الى المذكرة التي وقعت خلال شهر جوان مع السعودية لتيسير تبادل الخبرات في مجال القرآن العظيم والسعي لتوحيد الرؤى من خلال الندوات وتبادل الأساتذة وأصدرت وزارة الشؤون الدينية مؤخرا كتابا عنوانه «المصلحة المعتبرة وأثرها في معالجة قضايا العصر» وهو موضوع لندوة مولودية كما تعكف الوزارة حاليا على إعداد دليل الحاج في نسخة مختلفة وجديدة.