نزلت كميات هامة من الامطار خلال الاسبوع المنقضي وذلك بعديد المناطق بالبلاد ووصفها البعض بالطوفان جراء قوة السيلان الجارف للمياه فأتلفت بعض المحاصيل الزراعية وإقتلعت الاشجار وألحقت خسائر على مستوى التربة إلا أن هذا الغيث النافع من جهة أخرى يبقى صاحب الفضل على القطاع الفلاحي لما له من تأثيرات إيجابية على سير مختلف المواسم الفلاحية فرغم بعض الخسائر التي سببتها هذه الامطار فقد إستبشر الفلاحون عموما وأصحاب الزراعات الكبرى خاصة أيما إستبشار بهذا الغيث ويفسر السيد المنجي الشريف عضو المكتب التنفيذي للإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالانتاج أن هذا الاستبشار طبيعي لما تمثله أمطار الخريف من مكانة هامة في الروزنامة الفلاحية فهي عامل رئيسي للترفيع في الكساء النباتي للمراعي الطبيعية وهو مرتبط بتحسين مردودية قطاع تربية الماشية كما توفر مخزون مائي هام يخدم المائدة المائية ويساهم في إزدهار الزراعات السقوية خاصة. الأمن الغذائي وأشار السيد المنجي الى أن هذه الامطار توفر كل الظروف الملائمة كلما تواصلت بشكل معقول لتحقيق الأمن الغذائي لا سيما أن جهاز الانتاج الفلاحي في تونس أصبح قادرا على توفير حاجيات البلاد وأصبح أيضا يوفر كميات للتصدير في ظل إستمرارية الانتاج خاصة من المواد الاساسية مثل الحبوب والزيتون وتربية الماشية ففي الحبوب مثلا حقق الانتاج خلال الوسم المنقضي 25 مليون قنطار تم تخزين 11 مليون قنطار منه ويضيف «أننا لم نعد نتكلم عن تحقيق الإكتفاء الذاتي بل عن تحقيق الأمن الغذائي إستعدادات للموسم الجديد وفي إطار الاستعدادات للموسم الفلاحي الجديد أفادنا السيد عبد القادر عمارة مهندس بالاتحاد التونسي الفلاحي والصيد البحري بضرورة التسميد الازوطي للمساحات الزراعية وتحضيرها في إنتظار عملية بذر الحبوب التي تبدأ مع 15 نوفمبر ذلك مع العلم أن المساحات المبرمجة لزراعة الحبوب تقدر بمليون و 500 ألف هكتار. كما أن وزارة الاشراف تقوم بإعداد الكميات اللازمة من البذور والممتازة لتوزيعها على الجهات المنتجة مع مراعاة نوعية التربة والمناخ بكل جهة وبإعتبار أن الحبوب مادة أساسية وحيوية يحتل القمح الصلب في الزراعات الاولوية الكبرى في المساحات الزراعية ثم يليه الشعير ثم القمح اللين بكميات أقل. وبالنسبة للتشجيعات المعتمدة في الموسم الفلاحي الجديد بين السيد عبد القادر عمارة أنه بالاضافة الى مراقبة الفنيين ووزارة الاشراف والمنظمة الفلاحية للفلاح وتوجيهه وإرشاده فإن قرار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي المتمثل في الابقاء على أسعار الحبوب عند الانتاج والتجميع والمنح الاستثنائية والعمل بها خلال الموسم الفلاحي الجديد2010/2009 على غرار الموسم المنقضي شجع الفلاح على الاقبال على بذر أكثر مساحات ممكنة لديه. وقد جاء هذا القرار بغية توسيع مساحات الحبوب وترفيع الانتاج الى 27 مليون قنطار على إمتداد ال 5 سنوات القادمة لتوفير حاجات الاستهلاك الوطني أي هذه المادة الحيوية. مؤكدا على أهمية تواصل نزول الغيث النافع خلال الاشهر القليلة القادمة حتى يتسنى للفلاحين إستعمال الاعشاب العلفية لتخفيف الضغط على إستعمال الاعلاف المركبة والجافة