في بيت باحدى ضواحي العاصمة تونس زارت حقائق اون لاين عائلة محمد العانسي. كان الحزن يخيم على والدته الحاجة فوزية و على الحضور. كانت جنازة بلا جثة. فقد وصلت اخبار الفاجعة من بعيد، من سوريا، اذ علمت الحاجة فوزية ان ابنها محمد العانسي قتل في احدى المعارك مع جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري. كان من الواضح ان حزنا كبيرا يسكن الخالة فوزية التي فقدت ابنها. ولكنها من حين الى اخر كانت تحمد الله على قضائه. تحدثت الخالة فوزية لحقائق اون لاين عن موت ابنها فقالت انها تجهل التفاصيل المتعلقة بوفاته وقالت انه طالما حدثها عن تمنيه الموت شهيدا في سبيل الله. فقط اخبر محمد قبل والدته قبل بضعة اشهر من مغادرته البيبت انه ينوي السفر الى سويسرا في رحلة ترفيه مع زوجته المقيمة في ايطاليا لتصلها مكالمة منه يقول فيها انه في سوريا. وتزوج محمد العانسي من شابة تونسية مقيمة بمدينة ايطالية لم يتسن له انجاب أطفال منها وانضم بحسب شهادات جيرانه الى التيار السلفي الجهادي بعد الثورة. لم تتخيل الحاجة فوزية ان ابنها سيذهب الى سوريا للانضمام الى الجيش الحر للقتال ضد نظام بشار. وقالت فوزية أنه أعلمها بعزمه السفر الى سويسرا و فوجئت فيما بعد باتصاله بها ليعلمها أنه ذهب الى سوريا للجهاد في سبيل الله. وأكدت أنها الى حد هذه الساعة لا تعلم أي تفاصيل عن كيفية ذهابه الى هناك! وقالت محدثتنا انها تلقت في وقت سابق اتصالا هاتفيا من ابنها، الذي اعلمها فيه بتواجده في مدينة حلب السورية. من حينها لم تغادر الحاجة فوزية مقعدها متابعة اخبار الفضائيات العربية اولا باول على امل ان تلمح صورة ابنها بين المقاتلين! من حين الى اخر كانت تصلها مكالمة منه تطمئنها عليه. الى ان جاء يوم الفاجعة ووصلها خبر مقتله في احدى المعارك. اليوم لم تعد الحاجة فوزية تتابع التلفاز للبحث عن ظل محمد. اليوم تتمنى أن يتم فقط جلب جثمان ابنها من سوريا حتى تطمئن نفسها. وعن تساؤلنا عن كيفية معرفتها بخبر وفاته أجابت محدثتنا ان اصدقاءه في الحي هم من قاموا باعلامها بتلك الفاجعة بعد تلقيهم صورة ابنها محمد اثر وفاته. اكتشف اصدقاؤه في الحي صورته على الموقع الاجتماعي الفايس بوك فاخبروا العائلة . كانت محدثتنا في كل مرة تؤكد انها ستتوجه الى الحكومة وكل المنظمات الحقوقية ليساعدوها على جلب جثمان ابنها. وتجاوز محمد العانسي من العمر العقد الثالث من عمره وعرف بحسب الشهادات التي استقتها حقائق أون لاين بدماثة أخلاقه وحسن سلوكه وبمحبته للاخرين. الاغرب في قصة محمد وهو متزوج من شابة تونسية مقيمة بمدينة ايطالية و لم يتسن له انجاب أطفال منها انه لم ينضم الى التيار السلفي الجهادي الا بعد الثورة.