قال الاعلامي التونسي زهير لطيف في تصريح خاص لحقائق اون لاين ان وفد عائلات المفقودين والاسرى التونسيين في سوريا سيسافر الى دمشق يوم الاحد القادم 2 جوان ومن المنتظر ان يعود الى تونس يوم 7 جوان. الوفد المتكون من حوالي خمسين شخصا سيحل اولا بالعاصمة اللبنانية بيروت ومنها سيجتاز الحدود اللبنانية السورية عبر نقطة المصنع الحدودية في اتجاه العاصمة السورية دمشق. و قال لطيف ان الهدف من الزيارة هو محاولة العودة بأكثر ما يمكن من التونسيين الاسرى في السجون السورية والذين قبض عليهم في ظروف مختلفة في الصراع الدائر بين المعارضة والنظام السوريين. وستعطى الاولية بحسب لطيف للشباب التونسيين الذين ذهبوا الى سوريا ولم يبلغوا السن القانونية بعد والى المعاقين والمصابين والذين لم يرتكبوا جرائم في حق المواطنين السوريين. ويشدد لطيف ان هذه الزيارة التي ستنطلق بوفد اعلامي يضم صحفيين من القنوات الخاصة اضافة الى صحفي يمثل التلفزة الوطنية مع بعض الصحفيين الذين يمثلون الصحافة المكتوبة، لا تندرج تحت اي عنوان سياسي وهي مبادرة مستقلة تساهم فيها فعاليات من المجتمع المدني أما هدفها فهو انساني بحت يرمي بحسب لطيف الى بعث رسالة سلام ومحبة الى الشعب السوري بعيدا عن الارهاب الذي يريد البعض الصاقه بالتونسيين. يذكر ان وفد تونسيا اخر حل بالعاصمة السورية دمشق الاسبوع الماضي مكونا اساسا من بعض رموز التيار القومي والبعثي وقع استقباله من الرئيس السوري بشارا الاسد. وكان من الواضح بالنسبة للعديد من المراقبين ان هذا الوفد سافر اساسا لتقديم الدعم السياسي من قبل بعض التيارات القومية للنظام السوري. ومثلت زيارة الوفد القومي التونسي الاخير الى دمشق دليلا اضافيا على انقسام الرأي العام التونسي بشأن الموقف من النظام السوري. فمقابل موقف مساند للنظام السوري تقف وراءه بعض القوى القومية واليسارية ,التونسية , تعادي الحكومة ممثلة في الطرف الاكبر فيها،حركة النهضة، النظام السوري وتقف الى جانب المعارضة السورية التي تسعى الى اسقاط النظام بالقوة المسلحة. و كان رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي قد قرر يوم 4 فيفري 2012 بالتشاور مع رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي،طرد السفير السوري من تونس واستدعاء السفير التونسي من دمشق. و جاء في البيان الذي اصدرته رئاسة الجمهورية انذاك سحب تونس لاي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق غير ان تطور الاحداث في سوريا و صمود النظام في مواجهة معارضيه في الاشهر الاخيرة دفع بالرئيس التونسي الى تغيير لهجته و الحديث عن ضرورة الحل السلمي للازمة في سوريا! ويثار في تونس منذ عامين ملف الشباب التونسيين المنخرطين في الحرب الاهلية السورية حيث تلوم المعارضة وقوى المجتمع المدني ما تعتبره تواطئ الحكومة و تساهلها في قضية سفر الشباب التونسي للقتال في سوريا الى جانب الجيش الحر والمنظمات الجهادية الاخرى. وتقول التقارير الاعلامية ان بضعة مئات من الشباب التونسيين يشاركون الى جانب التنظيمات المسلحة في سوريا التي تقاتل نظام بشار الاسد بغية اسقاطه. وتشير العديد من التقارير ان معظم التونسيين المنخرطين في الحرب في سوريا ينظوون تحت لواء تنظيم جبهة النصرة التي اعلنت مؤخرا ولائها لتنظيم القاعدة. يذكر ان الولاياتالمتحدة صنفت جبهة النصرة السورية كتنظيم ارهابي على الرغم من رغبة واشنطن السياسية في اسقاط نظام بشار الاسد الذي يحكم سوريا منذ أكثر من ثلاثين عاما.