على اثر تصريحات الجنرال رشيد عمار رئيس اركان الجيوش الثلاثة الاخيرة حول احداث الشعانبي والتي اكد فيها بان اكتشاف المجموعات المتحصنة هناك منذ سنة كان عن طريق الصدفة كما شدد على ان عدم كشف هذه المجموعة سببه وجود خلل وضعف في العمل الاستخباراتي , اكد لنا مصدر امني من المشاركين في عملية طبرنق بانه لم يتم التفطن الى العناصر المتحصنة بالشعانبي عن طريق الصدفة وانما كان على خلفية اعترافات احد العناصر الذي تم ايقافه بولاية جندوبة والذي تبادل اطلاق النار مع وحدات الحرس الوطني قبل وفاة انيس الجلاصي بايام قليلة.وشدد على انه منذ ذلك الوقت انطلقت عملية تمشيط جبل الشعانبي من طرف وحدات الحرس والجيش الوطنيين. و عن احداث سليمان التي كانت بدايتها 26 ديسمبر 2006 ذكر مصدرنا ان هذه الخلية الارهابية المورطة في عملية سليمان هي التي تم اكتشافها عن طريق الصدفة وذلك اثر قيام دورية من فرقة شرطة النجدة بسيدي بوزيد من ايقاف مواطنين تبين ان لديهما قنابل يدوية فتم القبض على احدهما فيما تحصن الثاني بالفرار. و اضاف محدثنا انه على اثر القبض على ذلك الشخص ونقله الى ادارة امن الدولة وبعد استنطاقه بالقوة اقر بان هناك مجموعة متحصنة بجبل عين طبرنق بسليمان كما اقر بوجود مجموعة ارهابية اخرى متواجدة باحد المنازل بحمام الشط .وافاد مصدرنا بانه تم اصطحاب الموقوف من قبل اعوان امن تابعين لفرقة مكافحة الارهاب وطلائع الحرس الوطني الى الجبل الا انه طلب منهم قضاء حاجة بشرية ثم تحصن بالفرار. و ذكر بانه منذ ذلك الوقت انطلقت الابحاث وقامت الوحدات المختصة من شرطة وحرس ومكافحة الارهاب بالتدخل والقضاء على المجموعة المتواجدة بمنزل حمام الشط الذي كان من بينهم المدعو مجدي العمري وهو احد قياداتهم كما تبين ان عبد الوهاب حميد قائد منطقة الجنوب بالجزائر ولسعد ساسي الذي قتل في احداث عين طبرنق هم الذين ادخلوا هؤلاء لنتقطن الى وجودهم بعد 7 اشهر و 18 يوما. و اكد بان عبد الوهاب حميد وهو عنصر ارهابي خطير اصيل منطقة عوسجة من ولاية بنزرت لم تتمكن الوحدات الامنية من القبض عليه و قتل بعد الثورة في احداث الروحية كان ينوي انشاء قاعدة ارهابية في تونس انذاك . و عن فشل العمل الاستخباراتي ذكر بانه لا يوجد تقصير كما صرح الجنرال عمار بدليل انه بالرغم من قوة اجهزة الاستخبارات في عهد بن علي الا انه لم يتم التفطن الى هذه المجموعة والى تحركات الارهابي عبد الوهاب حميد الذي كان يتردد على تونس والجزائر في اكثر من مناسبة بالرغم من انه كان بقائمة المفتش عنهم ومصنف كعنصر خطير في عهد بن علي. و اكد ان جهاز استخبارات بن علي فشل كذلك في الكشف عن عديد الخلايا الارهابية من بينها الخلية التي قامت بعملية جربة والاطراف التي قامت بعملية الثري على الحدود الجزائرية سنة 2004 والتي ذبح فيها 9 اعوان من الحرس الوطني. و شدد محدثنا بان الاصوات المنادية بالاعتماد على الاجهزة الاستخباراتية المعتمد زمن بن علي مخطئة لان تلك الاجهزة اثبتت عدم جدواها خاصة وانها كانت تعتمد اساسا على دعم مواطنين او مخبرين كانوا يعملون اما خوفا من بطش بن علي او طمعا في التقرب منه. و اشار الى انه يجب تجاوز تلك المرحلة والعمل على تطوير العمل الاستعلاماتي وتدعيمه ماديا وتقنيا وحتى على مستوى التكوين وذلك بتكثيف التربصات بالبلدان المتطورة.