إنتقد القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر ما بعد ثورة 25 جانفي 2011، معتبرا أنهم أخطؤوا في تقدير طبيعة المرحلة و إستحقاقاتها التي تتطلب حسب رأيه الوصول إلى إجماع واسع مع بقية الفرقاء السياسيين من اجل عقد توافقات كبرى حول القضايا المصيرية. و أضاف زيتون، في تصريح خاص لموقع حقائق أون لاين، أن إخوان مصر كانوا مخطئين حينما إستهانوا بالشباب الثوري الذي اقصي من العملية السياسية رغم انه كان من الاجدر ان ينال حظوة هامة في المشهد العام. لكنه في المقابل إعتبر أن هذه الاخطاء لا يمكن ان تبرر ما أسماه الإنقلاب العسكري الذي قام به الجيش المصري مساء امس حين أصدر القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي بيانا إلى الرأي العام اعلن فيه عن عزل الرئيس محمد مرسي و تعويضه وقتيا برئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور. وأبدى لطفي زيتون إستغرابه من إقدام الجيش على تعطيل العمل بالدستور الذي حظي في وقت سابق بموافقة ثلثي الشعب المصري واصفا العملية برمتها بالمسرحية العجيبة. كما قال :" إن مايعيشه الإخوان هذه الأيام هو إبتلاء يضاف إلى إبتلاءات 80 سنة من الظلم الذي كان مسلطا عليهم في السابق"، متوقعا "أنهم سيكونون قادرين على الصمود و المقاومة من خلال العصيان المدني". على صعيد آخر،إعتبر زيتون أن عزل الجيش للرئيس مرسي مرده بالأساس موقفه من الثورة السورية مضيفا أن كل هذا لا يقلل من وطنية الجيش المصري الذي قال إنه صمام الامان لوحدة الشعب المصري.كما وصف المواقف الدولية إزاء التطورات الحاصلة في مصر بالمنافقة. و بخصوص رؤيته لطبيعة العلاقة المستقبلية بين النظام المصري الجديد و حكام تونس،قال زيتون انه وفقا لميثاق منظمة الوحدة الإفريقية لا يمكن الإعتراف بالسلطة المصرية المنبثقة عن الإنقلاب العسكري الذي قامت به القوات المسلحة يوم أمس مشددا على أنه لم تكن هناك علاقات دبلوماسية قوية بين البلدين حتى في فترة حكم الإخوان. و حول مدى تأثير ما حصل في مصر على المسار الإنتقالي في تونس،قال زيتون "ان التاريخ ليس مسرحية يعاد عرضها كل مرة في مكان مختلف" مشيرا إلى ان"موضوع الشرعية محسوم في تونس نظرا لان التداول على الحكم يخضع للدستور و لثقافة الشرعية المتجذرة في الفكر والوعي الوطنيين". كما أضاف زيتون بنبرة ساخرة:"أظن أن الامل في الإطاحة بالترويكا هو أمر جيد"، مؤكدا على ان هذا التحالف الثلاثي لا يمكن أن يهتز أو ينفرط على إعتبار أنه يعكس "تنوع و ثراء المجتمع التونسي الذين يحتضن الجميع سواء كانوا إسلاميين أو ليبيراليين او يساريين ". وقد ختم زيتون حديثه مع حقائق أون لاين بالقول:"لابد للنهضة و جميع الاطراف القيام بالتنازلات الضرورية بغية الخروج من الوضع الإنتقالي" مشددا على أن النهضة منفتحة على كل القوى المؤمنة بقيم الثورة و بالعمل الديمقراطي".