يواجه الآباء، الذين كانوا يشعرون بالقلق من أن أطفالهم يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات التلفزيون، سبباً أكبر للقلق في السنوات الأخيرة وهو الهاتف الذكي. نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلاً عن "ذا كونفرسيشن" الأميركية، مقالاً علمياً لبروفيسور جين توينغ، أستاذة علم النفس، والتي قامت بنشر أكثر من 100 مقال علمي وتأليف العديد من الكتب الشهيرة التي تدور حول الاختلافات بين الأجيال، حول هذا الشأن.
تقول بروفيسور توينغ إن أبحاثاً علمية جديدة توصلت إلى حدوث تغييرات في المخ بين الأطفال، الذين يستخدمون الشاشات أكثر من 7 ساعات في اليوم، كما تم رصد انخفاض المهارات المعرفية بين الأطفال، الذين يستخدمون الشاشات أكثر من ساعتين في اليوم.
وتقول بروفيسور توينغ إنها بالاشتراك مع فريق بحثي معاون قامت بإجراء بحث جديد حول العلاقة بين استخدام الهاتف المحمول والنوم لتقديم ردود مناسبة على هذه التساؤلات ولدحض هذه الذرائع.
والقدر الكبير من الوقت الذي يقضيه المراهقون في استخدام الوسائط الرقمية يكفي لشغل أوقاتهم بما يؤدي إلى تلاشي المساحة المتاحة لممارسة الأنشطة الأخرى، مثل التفاعل مع الأصدقاء وجهاً لوجه، أو القراءة، أو التنزه، وأنه على عكس الهاتف الأرضي، تم تصميم تطبيقات الوسائط الرقمية لتثبيت المستخدم أمام الأجهزة الذكية الحديثة.
عامل النوم
وعلى مستوى العديد من الدراسات، فإن الأطفال والمراهقين الذين يقضون وقتاً أكبر مع الشاشات، بما في ذلك التلفزيون والأجهزة المحمولة، ينامون وقتاً أقل. ويمكن أن يعزى السبب إلى أنهم يقضون الكثير من الوقت في التعامل مع أجهزتهم التي تأتي على حساب النوم.
ولكن هناك أيضاً، وبحسب بروفيسور توينغ، سبب فسيولوجي وهو أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية يخدع المخ البشري ويدفعه إلى الظن بأن الوقت لا يزال نهاراً. ومن ثم فإنه لا ينتج ما يكفي من هرمون الميلاتونين للنوم الذي يجعل الإنسان يغفو بسرعة لكي يحصل على نوم عالي الجودة.
وبالتالي، يمكن وفقاً لنتائج الدراسة، التأكيد بأن التلفزيون سيئ بنفس قدر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث إنه يستهلك الوقت ويصدر الضوء الأزرق أيضاً.
نصائح للأولياء
وتنصح بروفيسور توينغ أولياء الأمور، أو أي شخص يريد أن ينام جيداً بشكل عام، بأن:
أولاً.. من الأفضل أن تبقى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية خارج غرفة النوم عند الدخول إلى السرير.
ثانيا.. لا يفضل استخدام الأجهزة الإلكترونية في غضون ساعة قبل وقت النوم، وذلك لأن الضوء الأزرق يؤثر على قدرة المخ على إنتاج الميلاتونين.
ثالثا.. يجب ألا تزيد مدة استخدام الأجهزة الإلكترونية المحمولة، كقاعدة عامة، لأكثر من ساعتين في اليوم أو أقل. وتنطبق هذه القواعد على الآباء أيضاً، وليس الأطفال فحسب، وبالطبع لا يمكن أن يكون البديل هو مشاهدة التلفزيون.