أدى يوم الاربعاء 23 جانفي 2019، الوزير المجري للشؤون الخارجية والتجارة "بيتر سيارتو" زيارة لتونس بدعوة من نظيره خميس الجهيناوي حيث تم الاتفاق بخصوص مساهمة المجر في حفظ الأمن على طول الشريط الحدودي التونسي الليبي عن طريق إحداث تنظيم دورات تكوين خاصة للعسكريين وللخبراء التونسيين في مجال مكافحة المتفجرات بهدف التصدي لظاهرة الارهاب والجريمة المنظمة. وكان لحقائق أون لاين حوار مع وزير الخارجية تضمن العديد من النقاط أهمها العلاقات التي تربط تونس والمجر في المجال السياحي والاقتصادي والتنموي والتعليمي أيضا كما تم التطرق الى موضوع السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي بخصوص ملف الهجرة الشرعية وغير الشرعي. وفي ما يلي فحوى الحوار: في سنة 2016 كان قد تم التفاوض حول التعاون بين تونس والمجر لتحقيق التنمية المستدامة.. فهل يندرج هذا الموضوع في إطار زيارتك لتونس؟ نعم فعلا هناك تعاون خاصةً في مجال الطاقات المتجددة والصناعات الغذائية والحفاظ على الماء لتمكين المناطق النائية من الحصول على الماء الصالح للشراب ولكن في الحقيقة هذه الزيارة تعنى أساسا بالجانب الأمني للبلدين والسعي لتكريس آليات لتهيئة أرضية للتعاون وللحماية بإعتبار أنه في أوروبا كنا قد خضنا العديد من التجارب والتحديات في هذا المجال وهذا ما جعلنا نحترم الانجازات التي تمكنت الدولة التونسية من تحقيقها في ما يخص الحفاظ على استقرارها والتحكم في حدودها، لذلك جهزت جملة من الاقتراحات سعيا منا لمساعدة الدولة التونسية في تحقيق الأمان خاصة بعد العديد من الاحداث والعمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد التونسية وتتمثل جل هذه المقترحات في وضع برامج تدريبية للجيش التونسي وحراس الحدود والشرطة وكذلك في تنظيم دورات اتقان التكنولوجيات المتطورة في قطاع الحفاظ على الماء. على وقع ما عايشته تونس من احداث وعمليات إرهابية.. هل للمجر أي احترازات بشأن عدم الاستقرار السياسي في تونس؟ حسب رأيي أعتقد أن تونس قد بذلت جهدًا ملحوظا للحفاظ على استقرارها وبإمكانها دائمًا الاعتماد على المجر كما ان لدي تعاون جيد جدا وتربطني علاقة وطيدة وعملية مع وزير الشؤون الخارجية التونسي. وأنا اقر بأن أن تونس بلد مستقر وشريك موثوق به للغاية. قطاع السياحة يعتبر من اهم القطاعات لكلا البلدين.. هل هناك إمكانية إبرام اتفاقيات أو تبادل بين الطرفين لتطوير وانتعاشة هذا القطاع؟ طبعا مع العلم وأن السكان المجريين يفضلون الذهاب إلى تونس للسياحة حيث أنا هناك 15 ألف مجري قضوا سياحتهم في تونس العام الماضي ونحن نسعى دائما لتعزيز العلاقات والتبادل بين البلدين لذلك الان وفي خطوة قادمة، نستطيع الحديث على إمكانية سفر التونسيين والمجريين عبر سفرة مباشرة. وفي ما يخص القطاع التعليمي والمنح الدراسية للطلبة التونسيين بالمجر.. هل ستعقد اتفاقيات بهذا الشأن؟ لدينا العديد من المنح الدراسية وهناك أكثر من 1000 طالب من الدول الإفريقية يزاول تعليمه بالمجر. كما تم تقديم أكثر من 150 منحة دراسية للطلاب التونسيين وجاري التفاوض الان حول إمكانية تقديم 200 منحة دراسية بتمويل كامل من الدولة المجرية للطلاب التونسين. في ظل تفاقم نسب الهجرة الشرعية وغير الشرعية.. ما هي السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي إزاء هذه الظاهرة؟ هذه قضية مهمة للغاية ومثيرة للجدل في أوروبا، وهي الموضوع الرئيسي للحملات الانتخابية في الاتحاد الأوروبي. هناك جدال جدّي وعاطفي حول هذه المسألة. أما بالنسبة لدول أوروبا الوسطى، فنحن نعتمد سياسة معادية للهجرة لأننا يجب أن نضمن سلامة وأمن شعوبنا ويجب أن نكون قادرين على التحكم في الحدود الخاصة بنا.