كنّا السباقين في الإشارة إلى أنّ الخلاف بين طارق ذياب وزير الشباب والرياضة و وديع الجريء رئيس الجامعة قد تمّت تسويته وفقا لتصريح جلال تقيّة مستشار الوزير الذي أدلى به إلى "حقائق أون لاين" مساء أمس 5 سبتمبر. خلافات الوزير مع رئيس الجامعة ليست الوحيدة فالجميع يعلم جيّدا انّ له أخرى مع نبيل معلول مدرب المنتخب التونسي . لكن مساء الخميس مثّل موعدا للمصالحة بين طارق ذياب ونبيل معلول ,حيث أكد وزير الشباب والرياضة أن العلاقة بينه وبين معلول علاقة قديمة منذ أن لعبا جنبا إلى جنب في الترجي الرياضي. الوزير ذكّر معلول بأنّه من كان وراء بروزه في صفوف الأحمر والأصفر معتبرا أن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في أي مجال ولا يمكن أن يتجاوز حدوده قبل أن يختم بتمنّي التوفيق له على رأس المنتخب الوطني. أمّا معلول فقد أشاد , في الندوة الصحفية التي عقدها صباح اليوم , بحضور طارق ذياب رفقة رئاسة الحكومة إلى تدريبات المنتخب الأمر الذي اعتبره "الحاج" دافعا معنويا هاما للاعبين قبل مواجهة منتخب الرأس الأخضر. معلول شدّد على أنّ الخلاف بات من الماضي وأنّه تصالح مع طارق ذياب ليطويا سنوات من التجاذبات بينهما سرّا وعلانية. حقيقة أم نفاق؟ تعود العلاقة بين طارق ذياب ونبيل معلول إلى موسم 1981 , موعد التحاق مدرّب المنتخب الوطني الحالي بصفوف أكابر الترجي الرياضي. حينها كان طارق النجم الأوّل للفريق قبل أن يسحب منه معلول البساط سريعا بفضل مهاراته الفنيّة العالية وحذقه الحضور الإعلامي الأمر الذي ولّد فتورا في العلاقة بين النجمين سرعان ما تحوّل إلى خلاف بسبب مختار التليلي مستشار الجامعة الحالي الذي نفخ في نار الخلاف بينهما في تلك الفترة. طارق ذياب اعتزل كرة القدم لاعبا في موسم 1990 فيما كان خروج نبيل معلول من الترجي الرياضي قبل ذلك بسنة حيث التحق بفريق هانوفر الألماني. النبش في تاريخ علاقة لاعبي الترجي الرياضي سابقا يشير إلى أنّهما قضّيا قرابة عقد من الزمن جنبا إلى جنب على أرض الملعب أمضيا نصفها تقريبا دون أيّ تواصل إلى غاية يوم أمس 5 سبتمبر تاريخ إعلان المصالحة بينهما. قرابة ثلاثة عقود من الخلاف تمّ تجاوزها وهو ما تمّ الحديث عنه بإطناب في الأوساط الرياضيّة على اعتبار أنّ كل مطلّع على الشأن الرياضي في تونس خلال السنوات الأخيرة يعي جيّدا حجم الهوّة بينهما. وجود علي العريّض رئيس الحكومة وضغط الكاميراهات اعتبرهما الكثيرون سببا في تملّق الرجلين بعضهما البعض وهو ما يستشفّه الجميع في تصريحات الوزير والكوتش إذ أنّ طارق سعى إلى تذكير معلول بأنّه من كان وراء صعود نجمه فيما رام نبيل أن يكون حديثه عن الوزير مقتصرا على صفته فقط دون أن يذكره بالاسم سوى في مناسبة واحدة على امتداد الندوة الصحفية. الآمال في طيّ صفحة الخلاف في محيط المنتخب غاية قد لا تدرك سيما إذا علمنا أنّ طارق يعتبر أنّ وديع الجريء ومختار التليلي ونبيل معلول ضمن أبرز خصومه فيما تصرّ "الترويكا" المذكورة على عدم إضاعة أيّة فرصة تمرّ دون الالتجاء إلى التّصعيد ولغة الوعيد لتبقى كرة القدم التونسيّة هي الخاسر الوحيد.