ينتظر أن تعلن الكتابة العامّة للنادي الإفريقي غدا الخميس 19 سبتمبر عن موعد الشروع في توزيع بطاقات الانخراط للجلسة العامّة الأولى منذ صعود سليم الرياحي إلى سدّة الرئاسة في الفريق يوم 16 جوان 2012. جلسة عامّة تقرّر موعدها ليوم 4 أكتوبر القادم وهو يوم تاريخي يرمز إلى الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس نادي الشعب. جلسة عامّة عاديّة بالمصطلح القانوني لكنّها لن تكون كذلك طالما تؤكّد عدّة معطيات أنّها تعد بصخب مثير في ظلّ تضخّم رقعة الساخطين والغاضبين من سليم الرياحي رئيس الفريق. الغاضبون من سليم الرياحي كثر والمتربّصون بكرسيّه على رأس القلعة الحمراء والبيضاء لا يقلّون قيمة لكن يبقى الحديث عن ارتفاع أسهم رجل الأعمال العيّاشي العجرودي في محيطه عنصرا مهمّا في حسابات موعد 4 أكتوبر. التقرير المالي من المعلوم أنّ المدّة الماضية كانت حبلى بكثير من الأخبار التي تتحدّث عن عدم نيّة المكتب الحالي في عقد جلسة عامّة تقييميّة وذلك لغياب الجرأة لدى الكثيرين داخله لمواجهة الأنصار وخاصّة الشق الغاضب منهم. الأيّام الأخيرة جاءت حبلى بأخبار مفادها أنّ الجلسة العامّة لن تتمّ لغياب التقرير المالي الذي من المفروض أن يمرّر على الأحبّاء لتتمّ المصادقة عليه فيما تشير بعض المصادر إلى أنّ محمد الحبيب الدرويش أمين المال قد قدّم استقالته منذ مدّة في حين يعتبر عماد المناعي في حكم المنسحب طالما أنّه لا وجود فعليّا له قياسا بالسيّد صويد المدير المالي لشركات سليم الرياحي. قانونيّا يجب على الهيئة أن تحدّد اليوم الخميس 19 سبتمبر تاريخ ومكان وموعد طرح انخراطات الجلسة العامة للأنصار في بلاغ رسمي يضمن توفّر فارق الخمسة عشر يوما بين الدعوة إلى الجلسة العامة وبين تاريخ انعقادها وبالتالي فهذا يعدّ عاملا من شأنه أن يكشف عن نوايا الهيئة. هذه المعطيات اعتبرها الكثيرون كافية ليبرّروا عدم قدرة الهيئة على تجهيز التقرير المالي في الموعد المطلوب الأمر الذي سيدفعهم إلى تأجيل فعاليات الجلسة العامّة إلى موعد لاحق ومنه إلى آخر… العياشي في حضرة الكبار بعد اجتماع أوّل بطارق ذياب وزير الشباب والرياضة كان لرجل الأعمال العيّاشي العجرودي عدّة لقاءات برؤساء النادي الإفريقي القدامى على غرار حمّادي بوصبيع وحمودة بن عمار وفريد عباس بحسب ما أكّدت بعض المصادر. بوصبيع الذي رفض استقبال سليم الرياحي في مكتبه مطلع الأسبوع الماضي فتح أبوابه للعجرودي وهو أمر ثابت وهو ما يشير إلى مدى القطيعة بين الرجلين. عبّاس أيضا لم يرحّب للحظة بسليم الرياحي ويكفي أنّه الوحيد من بين تركيبة السابقين الذي اختار أن يردّ عليه علنا حين اتّهم رئيس الإفريقي من سبقوه بالعمالة للنظام البائد. هل هي بداية النهائية؟ المتابع العادي للإفريقي منذ الصائفة يلاحظ أنّ الساخطين كثر وحتّى من يطلق عليهم بالأغلبيّة الصامتة بات لهم رأي حول ما يحدث في ناديهم خصوصا وهم يتابعون مبالغة رئيس ناديهم في الاعتناء بقبعتيه السياسيّة والاقتصاديّة مقابل الإهمال المتواصل لفريقهم على مستوى الانتدابات والوعود بالنهوض بالبنية التحتيّة لحديقة المرحوم منير القبايلي. الأيّام الأخيرة للمركاتو حسم خلالها الرئيس عدّة صفقات هدأت لها بعض النفوس إلا أنّ إضراب اللاعبين أحال الأمر إلى نقطة الصفر حيث عادت عاصفة الانتقادات لترتفع لعل موجتها المادّية تصل مستوى تسونامي قد تهتز له أركان "البارك أ" ليخرج أحدهم في ثوب البطل المنقذ. هذا "الأحدهم" قد يكون العيّاشي العجرودي الذي يسعى كثيرون لإقناعه بترؤس الفريق نظرا لما قد يوفّره له الإفريقي من آفاق أرفع في ظل طموحاته المتعدّدة داخل المشهد الوطني وهو ما لا يعارضه كبار الإفريقي الذين يسعى شقّ واسع منهم إلى إقصاء الرياحي حتّى ولو كان البديل "عجرودة"… سليم الرياحي الذي أتت به ثورات الربيع العربي من بلاد الثائرين ماسينيسا وعمر المختار قد يكون ضحيّة نسمات هذا الربيع وهو الذي لم يثبّت قدميه بعد على أرض يقال أن "ترابها سخون"…