عاد النادي الإفريقي اليوم الجمعة إلى الملعب الفرعي برادس لمواصلة تحضيراته التي تسبق استضافة جريدة توزر يوم الأحد 6 أكتوبر في إطار الجولة الثالثة من بطولة الرابطة المحترفة. نادي باب الجديد يتدّرب صباح اليوم وصباح غد أيضا بملعب رادس بعد أن احتضنت حديقة المرحوم منير القبايلي تدريبات بداية الأسبوع ، وذلك بطلب من الإطار الفنّي بما أنّ درة المتوسّط هو الذي سيحتضن لقاءات الفريق بالعاصمة بعد أن كان مقرّرا أن تدور بملعب المنزه طيلة هذا الموسم. هذا وتقرّر أن يرتدي لاعبو النادي الإفريقي يوم الأحد في لقاء توزر قميصا خاصّا يشير إلى احتفالات الفريق بذكرى تأسيسه في حركة رمزيّة مفادها مقاسمة اللاعبين الفرحة مع جماهيرهم الغائبة بفعل قرار "الويكلو". الذكرى 93 للتأسيس اليوم الجمعة 4 أكتوبر لن يكون يوما عاديّا على كافّة أحبّاء الأحمر والأبيض… اليوم سيكون موعدا موحّدا لكل عشّاق النادي الإفريقي ليس في باب الجديد فقط وإنّما في كامل تراب الجمهوريّة التي تغص بمناصري الفريق.. 4 أكتوبر للسنة الحالية هو فرصة أخرى يجدّد من خلالها الأفارقة العهد مع التاريخ والأصالة التي تمتدّ على 93 سنة كتبت بأحرف من ذهب في تاريخ تونس وليس كرتها فقط بفضل إسهامات هذه القلعة العريقة في الحركة الوطنيّة ومناهضتها للمستعمر الذي رفض تمكين المؤسّسين من التأشيرة القانونيّة بسبب لون القميص والشعار الذي كان يرمز للراية الوطنيّة التونسيّة. الرياحي يغيب لعل جلّ ما يأمله أحباء النادي الإفريقي هو أن لا تكون الاحتفالات بذكرى انبعاث الفريق بنفس اللّون الباهت للموسم الماضي الذي لم ترتق فيه الاستعدادات إلى مستوى يعكس صورة الفريق وعراقته. احتفالات السّنة الماضية شهدت غياب سليم الرياحي رئيس النادي فضلا عن بعض الأسماء الأخرى من هيئته "الشّرعيّة" والمنتخبة من جمهور الإفريقي ممّا ساهم في تهميش الحدث إعلاميّا وجماهيريّا رغم زحف الخلايا والأحباء في أحياء العاصمة لتخليد الذكرى كما اعتادوا ذلك في سنوات سابقة. الموسم الحالي يلوح نسخة مطابقة للأصل لسابقه فالرياحي سيغيب كذلك عن اليوم الموعود جرّاء التزاماته المهنيّة أو لعلّ الأمر ينحصر في غياب الإفريقي عن أجندته ذات الأهميّة الأمر الذي ينسحب أيضا على الرباعي المستقيل (نجيب الدرويش ومحمد الحبيب الدرويش ومكرم القابسي والياس بن ساسي) رغم تكذيب الرئيس. هذه القائمة ستتدعّم بالكاتب العام مجدي الخليفي الذي يخشى الاحتكاك بجماهير الإفريقي ليقتصر الحضور المنتظر من الهيئة التي انتخبها الجمهور على غرارنبيل السبعي ومنوبي الفرشيشي وعماد المناعي. استخفاف بالنادي الغيابات الرسميّة عن الاحتفالات بذكرى انبعاث النادي تعدّ سابقة لم يجد بها أيّ مكتب سابق باستثناء جمال العتروس الذي أسقطته الجماهير. سليم الرياحي جعل من الاستثناء قاعدة وهو الذي قد يغادر الفريق دون الاحتفال بذكرى انبعاثه ناهيك أنّه يتغيّب للموسم الثاني على التوالي مما يعدّ إشارة قويّة على الاستخفاف بكل ما له رمزيّة في الفريق. الرياحي هاجم كبار النادي دون هوادة متّهما إياهم بالتمعّش من الفريق ثمّ التنكّر له وبأنّهم أزلام النّظام البائد فضلا عن تملّصه من واجباته كرئيس للفريق ، ما ترك انطباعا عامّا لدى المقرّبين من محيط الأحمر والأبيض بأنّ وقوع الاختيار عليه لتسليمه عهدة النادي لم يكن سليما منذ البداية. الجلسة العامّة اليوم كان من المفترض أن يكون مزدوج الاحتفال بين جلسة عامّة تخصّص للتقييم وبين ذكرى تأسيس النادي طبقا لوعود سليم الرياحي التي أطلقها في نهاية الموسم المنقضي. الرياحي أكّد من جديد أنّه لا يأبه أبدا لوعوده طالما أنّه يكون جاهزا لإطلاق أخرى تتسابق أبواق دعايته على تسويقها إلى الجماهير التي تبدو مستعدّة هي الأخرى لاستقبال أيّة مسكّنات. الجلسة العامّة التّقييميّة لم يكتب لها أن ترى النّور وهذا ليس وليد اللّحظة فعدّة ترتيبات قانونيّة تمّ خرقها كما أنّ الإخلالات الماليّة في الفريق تحول دون التئام الجلسة حتّى بعد شهر من الآن وعليه فلن يكون للجماهير الجلسة العامّة التي طالبت بها كما أنّها ستكتفي باحتفالات مبتورة في غياب من أعطوهم أصواتهم ليمثّلوهم. الرياحي تحدّث مرارا عن الإفريقي المشروع لكن بين الواقع والأوهام كثير من الكلام وهو تقريبا ما يبرع فيه رئيس الأحمر والأبيض…فقط الكلام…