علمت حقائق أون لاين أن المناطق الحدودية بالشمال الغربي تشهد منذ مساء أمس الاربعاء 16 اكتوبر حالة استنفار امني و عسكري غير مسبوق على خلفية تتالي التهديدات الارهابية التي بلغت اوجّها بعد اقدام مجموعة مسلحة الليلة البارحة على مهاجمة مركزين حدوديين في مدينة غار الدماءبجندوبة. وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى أن الأجهزة الأمنية و العسكرية قرّرت الدفع بتعزيزات مكثّفة بولايتي الكاف و جندوبة قصد التصدي للمجموعات الارهابية التي يرجّح أنّها متحصنة بالمرتفعات و المناطق الجبلية المحاذية للجزائر. وأضاف ذات المصدر في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الخميس 17 أكتوبر 2013، ان التنسيق جار مع السلط الامنية و العسكرية الجزائرية بهدف تشديد الخناق على الارهابيين الذين اصبحوا يشكلون خطرا كبيرا على استقرار المنطقة التي يبدو أنهم يرنون لتحويلها إلى بؤرة توتّر بغية فكّ الحصارعن المجموعة المتمركزة في جبلي الشعانبي و سمّامة بولاية القصرين. وتعدّ الهجمات المسلّحة على المراكز الامنية مؤشرا ينمّ عن تطوّر نوعي في التكتيكات والاساليب المنتهجة من قبل الارهابيين الساعين إلى بثّ البلبلة و الارتباك صلب اجهزة الدولة فضلا عن تأزيم نفسية المواطن بهدف ارساء مناخ عام يعكس شعورا بالفوضى و اللااستقرار ،على حدّ تعبير محدثنا. وتمكنت قوات الحرس الوطني مطلع الشهر الحالي من القاء القبض على شخص يشتبه في تورطه في تموين جماعة ارهابية مختبئة في جبال ورغة والطويرف(قرابة ال 1000 متر ارتفاعا فوق سطح الارض) بولاية الكاف. ومعلوم أن المناطق الحدودية في الشمال الغربي توفّر فضاء ملائما للجماعات الارهابية لاقامة المعسكرات التدريبية و لخوض "حرب استنزاف" ضدّ القوات الامنية و العسكرية بسبب انتشار الغابات الكثيفة و الجبال المرتفعة. جدير بالاشارة الى أن الجنوب التونسي يعيش بدوره على وقع حالة تأهبّ قصوى ، لاسيما بعد صدور القرار الرئاسي القاضي باحداث منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع ليبيا و الجزائر دعما للجهود الرامية لمكافحة ظاهرة التهريب و ادخال الاسلحة إلى البلاد. وكشفت تقارير استخباراتية ومعلومات أمنية في وقت سابق عن تواجد مجموعات ارهابية متمركزة على الحدود مع ليبيا، يقودها زعيم تنظيم انصار الشريعة المحظور(فرع تونس)، سيف الله بن حسين المكنى ب "أبو عياض"،مؤكدة أنّ هذه المجموعات تخطّط لشنّ هجمات عنيفة تستهدف خاصة الوحدات الأمنية و العسكرية المنتشرة في المنطقة الجنوبية بالبلاد التونسية.