في عمر الزهور )18سنة( استطاعت البطلة فادية فرحاني نحت مسيرتها بأحرف من ذهب وتحقيق إنجاز عالمي وتاريخي في رياضة التايكواندو بحصولها على بطولة العالم في المكسيك وتتويجها بالميدالية البرونزية. فادية فرحاني اسم على مسمى تمكنت من إدخال الفرحة لعائلة التايكواندو ولكافة الشعب التونسي رغم صغر سنها. تحد وانجاز فريد من نوعه وتجاوز لعراقيل وصعوبات أثبتت خلاله أن الجنس اللطيف بإمكانه قيادة الرياضات القتالية وإحراز ألقاب دولية وعالمية وأن هذه الرياضة ليست حكرا على الرجال فقط. لعلها من التونسيات القلائل التي توجت ببطولة العالم في هذه السن وفي رياضة يعتبرها البعض صعبة وتتماشى فنونها القتالية والدفاعية مع صنف الرجال أكثر. هي بطلة العالم في التايكواندو التقيناها بمقر الجامعة التونسية للتايكواندو قبل تحولها للمشاركة في دورة الفجر الدولية بإيران في حوار مطول ورائع تكتشفون تفاصيله كالآتي : 1- لو تحدثينا عن بداياتك في رياضة التايكواندو؟ فادية فرحاني عمري 18 سنة أصيلة مدينة السبيخة من ولاية القيروان تلميذة بالمعهد الرياضي بالمنزه بكالوريا. ولعت برياضة التايكواندو في سن الثامنة من طرف شقيقي الأكبر الذي يفوقني ب4 سنوات. دخلنا إلى جمعية النهوض بالسبيخة لمدة 4 سنوات ثم غيرت الجمعية حيث التحقت بجمعية أولمبيك السبيخة التي لازلت أنتمي إليها مع مدربي السيد عماد الشريف الذي يعود له الفضل في صقل موهبتي ودعمي لأصل لهذه المرتبة المشرفة. 2- من جمعية السبيخة إلى المنتخب الوطني للتايكواندو. كيف تمت هذه النقلة النوعية؟ يعود الفضل في ذلك إلى السيد الحبيب الخذيري المدير الفني للجامعة التونسية للتايكواندو سابقا في انتدابي لتعزيز صفوف المنتخب الوطني للتايكواندو سيدات حيث اكتشفني خلال مشاركاتي العديدة في البطولة الوطنية وفي المنافسات الجهوية وقد التحقت سنة 2009 بالمنتخب الوطني وسطيات في وزن أقل من 42 كغ وعمري 13سنة. 3- تمكنت من التأقلم مع عناصر المنتخب الوطني سيدات في وقت وجيز وتحقيق العديد من الإنجازات. لو تحدثينا عن ذلك؟ هذا صحيح ففي أولى مشاركاتي مع المنتخب سنة2009 تحصلت على المرتبة الثانية وتوجت بالميدالية الفضية في بطولة الساحل والصحراء بليبيا. كما شاركت في بطولة إفريقيا وسطيات بتونس سنة 2009 وتحصلت على الميدالية الفضية مرتبة ثانية.وفي سنة 2010 شاركت في بطولة إفريقيا وسطيات وتوجت بالميدالية الذهبية بعد فوزي على اللاعبة المصرية في النهائي وعلى لاعبة من كينيا في النصف النهائي. علما وأني توجت بالميدالية الذهبية في كل مشاركاتي في بطولة تونس. وفي سنة 2011 التحقت بالمنتخب الوطني كبريات حيث تحصلت على الميدالية البرونزية آنذاك خلا مشاركتي في الألعاب العربية في قطر (الدوحة) وميدالية برونزية ثانية سنة 2012 خلال مشاركتي في التصفيات الإفريقية الأولمبية بمصر. كما شاركت في دورات مفتوحة بألمانيا سنة 2012 وحصلت على المرتبة الثالثة ميدالية برونزية. وفي دورة اسبانيا المفتوحة للوسطيات تحصلت على المرتبة الثانية وتوجت بالفضية.وقد تواصلت هذه التتويجات سنة 2013 حيث فزت بالميدالية الذهبية في دورة الإسكندرية ضد لاعبة من أذربيدجان وميدالية فضية في البطولة العربية للوسطيات بالأردن أما في دورة قرطاج الدولية بتونس فقد نلت الميدالية الذهبية خلال انتصاري على لاعبة من إيران في النهائي. وأحسن تتويج كان خلال حصولي على بطولة العالم بالمكسيك وميدالية برونزيةبعد انتصاري على لاعبة من فينيزويلا. 4- هل تعرضت لصعوبات للوصول إلى هذه المرتبة المشرفة؟ بطبيعة الحال ، لعل من أبرز هذه الصعوبات تعرضت لإصابة على مستوى الركبة أثناء مشاركتي في بطولة العالم وسطيات بمصر سنة 2012 أجريت خلالها عملية جراحية أجبرتني على الابتعاد عن هذه الرياضة لمدة 8 أشهر والركون للراحة. هذه الإصابة والراحة المطولة منحتني شحنة معنوية وعقدت العزم لتحقيق المزيد من التألق ومنها التتويج في بطولة العالم بالمكسيك 2013. 5- رغم صغر سنك أصبحت بطلة عالمية. ما هي أحلامك وطموحاتك المستقبلية؟ لن أنسى تتويج المونديال بالمكسيك وستظل أحلى ذكرى راسخة لن تمحى من مخيلتي لأنني فزت بأول ميدالية في بطولة العالم وهو إنجاز يحسب للجامعة التونسية للتايكواندو ولتونس كما أطمح للفوز والتتويج في الألعاب الأولمبية القادمة. 6- كلمتك الختامية؟ أتوجه بالشكر لكل من ساندني لتحقيق هذه الإنجازات والتألق من مدربين وخاصة المدرب القدير عماد الشريف وأفراد عائلتي لدعمهم لي ماديا ومعنويا وللجامعة التونسية للتايكواندو وكافة المسيرين والمسؤولين فيها علما وأني سأشارك حاليا في دورة إيران الدولية وبطولة إفريقيا 2014 وبطولة العالم بروسيا 2015 والألعاب الأولمبية بالبرازيل سنة 2016. وسأبذل كل جهدي لتشريف الرياضة التونسية في كافة المحافل الدولية والعالمية إن شاء الله.
