توافق جمهور شارك في المناظرات العربية الجديدة على أن الأحزاب الإسلامية لن تعود إلى السلطة في مصر أو تونس، مهد الثورات العربية منذ مطلع 2011. عقدت هذه المناظرة مساء الأربعاء في العاصمة التونسية بعد شهر على تراجع حزب النهضة الإسلامي طوعا عن الاستفراد بمقود البلاد لمصلحة حكومة انتقالية متعددة الأجنحة، معللا ذلك بالحرص على إنجاح الديمقراطية. وشهدت المناظرة في قصر المؤتمرات نقاشات ساخنة حول سجل حزب النهضة الاقتصادي والأمني، وكذلك سجلات المعارضة. وجادل أحد المشاركين في المناظرة بأن أحزاب المعارضة لم تفعل شيئا للبلد منذ اشتعال الثورة. لكن في التصويت النهائي، أيد 66 % من الحضور ثيمة المناظرة: "الأحزاب الإسلامية بدّدت فرصها في الحكم في العالم العربي"، صعودا من نسبة 44 %، صوتوا إلى جانب العنوان ذاته في التصويت الأولي قبل بدء المناظرة المتلفزة. جادل إلى جانب عنوان المناظرة زياد ميلاد، السياسي المستقل والعضو الاسبق عن حزب التكتل الذي كان جزءا من الائتلاف الحاكم (الترويكا) قائلا إن النهضة افتقرت إلى وجود برنامج واضح وركّزت على الجانب السياسي محاولة تغيير المجتمع التونسي بدلا من تعزيز الأمن، والاستقرار والعدالة المجتمعية. ورأى ميلاد أن "الإسلاميين هنا بدّدوا فرصهم في استلام السلطة، على الأقل على المديين القصير والمتوسط، مع أنه يمكنهم أن يشكلّوا جزءا من الائتلاف" بعد الانتخابات المقررة قبل نهاية العام الحالي. و"حين كانوا في الحكم ، أثبتوا فشلا ذريعا"‘ على ما أكد، مضيفا أنهم "دمّروا ثقة الشعب وآماله". في المقابل، تحدثت ضد ثيمة المناظرة السيدة جوهرة التيس ممثلة حزب النهضة في المجلس التأسيسي، معتبرة أن التفاؤل يتصاعد في تونس بعد تمرير "الدستور التوافقي" بالتراضي. ورأت أيضا أن "خريطة طريق" تونس السياسية باتت أكثر وضوحا الآن. وأكدت أن قرار حزبها الإسلامي بالتنازل "كان حركة ذكية جدا" عكست احترامه للديمقراطية وتداول السلطة سلميا. وبينما اتفقت مع ميلاد بأن النهضة لم تمتلك "تجربة سياسية مثالية"، أوضحت مع ذلك "أننا كنا أفضل بكثير من المعارضة التي كانت منهمكة في تدمير الترويكا (الائتلاف) من اليوم الأول". وردا على سؤال لماذا ما يزال حزبها يشير إلى جماعة الإخوان المسلمين المطاح بها في مصر على أنها حركة ملتزمة بالديمقراطية، حتى بعد أن حصّن الرئيس السابق محمد مرسي قراراته دستوريا؟ أجابت التيس بأنها تعتقد بخطأ ذلك القرار. لكنّها ادعت أن الإخوان المسلمين "أثبتوا أنهم كانوا أكثر ديمقراطية وسلاما" من المعارضة المصرية التي قرّرت الانضمام إلى الجيش للانقلاب على رئيس منتخب. يشار إلى أن وزارتي الخارجية النرويجية والبريطانية تمولان الموسم الثالث من المناظرات العربية- وهي منصة مفتوحة معنية بحفز المساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية بعد اشتعال الثورات في تونس ومصر. وتنظم المناظرات أيضا حملات واسعة للهدف ذاته في مدارس وجامعات عربية، لتشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية من خلال ندوات ونقاشات عامة.