أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاثنين أن صفقة الإفراج عن 13 راهبة ومساعداتهن الثلاث اللواتي اختطفن في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد سيطرة جبهة النصرة على بلدة معلولا السورية، أفضت الى اطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة في سجون النظام السوري، لافتا الى أن قطر لعبت الدور الاساسي في عملية التفاوض مع الجهة الخاطفة. وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، أنّه تم مساء يوم أمس الأحد مبادلة راهبات بلدة معلولا السورية ال 13 ومساعداتهن الثلاث اللواتي كن مختطفات منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأكثر من 150 معتقلة في سجون النظام. وقال انّ عملية التبادل بدأت في مكان ما على الحدود اللبنانية السورية بتسليم امرأة وأطفالها ال3 كانوا في سجون النظام السوري الى عناصر جبهة النصرة، فيما كانت باقي المعتقلات ينتظرن في أربع حافلات في مكان آخر على الحدود بعهدة المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الذي كان يتابع ملف الراهبات المختطفات منذ البداية. ولفت عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة "الأناضول" من لندن الى أن 15 امرأة من المفرج عنهن كن يقبعن في سجن عدرا وباقي المعتقلات في فروع المخابرات، مشيرا الى أن قطر لعبت دورا اساسيا فهي "كانت المفاوض المباشر مع الجهة الخاطفة، جبهة النصرة، بينما دور اللواء ابراهيم كان مباشرا مع النظام السوري". وشدّد على وجوب توقف عمليات الخطف بهدف المبادلة، والافراج عن كل المعتقلات والمعتقلين في سجون النظام السوري، وقال "هم يرتكبون جرائم حرب ويبدو أنّهم لا يعون ذلك". ولفت الى استياء عارم في صفوف أبناء الطائفة العلوية "لأن النظام السوري يقوم بمبادلة القابعين بسجونه بلبنانيين وايرانيين ولا يقوم بالمثل حين يتعلق الأمر بأبناء الطائفة العلوية". ووصلت راهبات معلولا منتصف ليل أمس الأحد إلى نقطة "جديدة يابوس" على الحدود اللبنانية السورية، قادمات من منطقة يبرود السورية حيث كن محتجزات عبر لبنان. وحظيت الراهبات باستقبال رسمي وشعبي وبَدَونَ بصحة جيدة، وأكدت أكثر من واحدة منهن أنّهن حظين بمعاملة جيدة من الجهة الخاطفة. وقالت احدى الراهبات إن الخاطفين "عاملونا بكل احترام وطيبة وأخلاق عالية، ولم يتعرضوا لنا بأي ضرب أو أذى". وأشارت إلى أن الخاطفين لم يطلبوا منهن أن يخلعن الصلبان عن صدورهن، وأنهن كن يصلين "بكل حرية وأمان". وأضافت أنهم كانوا يؤمّنون لهن كل ما يحتجنه من طعام ومشرب وملبس. وشكرت الراهبات جميع من سعى لإطلاق سراحهن، وخصت رئيسة دير "مار تقلا" الأم بيلاجيا سياف الرئيس السوري، بشار الأسد، وأمير دولة قطر، الشيخ تميم آل ثاني "، واللواء إبراهيم. وكان في استقبال الراهبات المفرج عنهن، إلى جانب اللواء عباس إبراهيم، محافظ ريف دمشق، حسين مخلوف، وعدد كبير من الصحفيين، ورجال دين مسلمون ومسيحيون سوريون، ووفود رسمية وشعبية، إضافة لعدد من ذويهن. وأخذت الراهبات اللواتي كن يلبسن لباسهن الديني الأسود، قسطا من الراحة قبيل توجههن الى بطريركية الروم الأورثوزكس في دمشق. وكانت كتائب "أحرار القلمون" السورية أعلنت في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي مسؤوليتها عن اختطاف الراهبات بعدما سيطرت مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على معلولا بريف دمشقجنوبسوريا، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري. يُذكر أن الصفقة لم تشمل المطرانين المخطوفين في سوريا بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، اللذين اختطفا في 22 افريل/نيسان الماضي في قرية "داعل" غرب مدينة حلب شمالي سوريا. وكان اللواء ابراهيم استطاع بمساعدة ووساطة قطرية ان يؤمن الافراج عن تسعة لبنانيين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانوا قد اختطفوا في مدينة اعزاز السورية شمال مدينة حلب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلات السوريات، وطيارين تركيين كانا قد اختطفا في بيروت أغسطس، أب الماضي.