دعا قياديان من "قوى 14 آذار" المعارضة للنظام السوري، مساء اليوم الجمعة ، حزب الله الى الانسحاب من القتال في سوريا، مشيرين الى أن تورط الحزب العسكري هناك جاء لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأدى الى استدراج التكفيريين الى لبنان. وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في احتفال أقامته قوى 14 آذار، في بيروت، في الذكرى التاسعة لانطلاقتها، أن حزب الله ذهب الى سوريا لمساندة نظام الأسد "وليس لمحاربة التكفيريين"، وأن تورّطه هناك "لم يستدرج التكفيريين الى لبنان فحسب، بل ساعد النظام السوري على تهجير مئات الآف السوريين الى لبنان أيضاً، معتبرا أن هذا يُنذر بعواقب اجتماعية واقتصادية وديموغرافية وخيمة". وتساءل جعجع ما إذا كان حزب الله يعي "خطورة هذا التورّط على وجود الكيان اللبناني بحد ذاته، ام ان ما كُتب في ايران لا بد وان يُنفّذ بحذافيره ولو على حساب لبنان؟". وقال أن حزب الله لم يستشر اللبنانيين "عندما تورّط في سوريا"، ولكن ارتكاباته تجعلهم يتحمّلون تبعات هذا التورّط، مشددا على أن الحزب لا يستطيع أن يستمر بهذا التورط، ويطلب بعدها من اللبنانيين تكوين "صحوات" للدفاع عنه، في إشارة الى المجموعات التي تكونت لمقاتلة التكفيريين في العراق. ولفت الى أن "الحركات التكفيرية" موجودةٌ في المنطقة والعالم منذ عشرات السنوات "ومع ذلك فإنها لم تنفذ عملية انتحارية واحدة على الأراضي اللبنانية إلاّ بعد تورّط حزب الله في سوريا، فكفى غشّاً". واعتبر أن حزب الله "لا يُقاتل تكفيريين في سوريا لأنهم تكفيريون، وإنما لأنهم ضد نظام بشّار الأسد حصراً"، مضيفا أن مشكلة الحزب والنظام السوري "ليست مع الفكر التكفيري بحدّ ذاته، وإنما مع كل فكرٍ يُعارض استراتيجية النظامين السوري والإيراني". من جانبه، دعا رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، رئيس كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني، فؤاد السنيورة حزب الله الى الانسحاب من القتال في سوريا، معتبرا أن انسحابه اليوم سيكون أفضل من الانسحاب غدا. وتوجه السنيورة الذي كان يتحدث في الاحتفال، لحزب الله قائلا "أي طريق تسلكون، عودوا الى لبنان، الى قراكم لتنقذوا شبابه من السقوط في الأتون والأهوال... عودوا الى شركائكم بالوطن فهم بحاجة إليكم". وتابع "انسحبوا اليوم لكي تكسبوا الغد لأن الخسارة ستكون واقعة بكم وبلبنان"، مشددا على أنه يجب ألا يقحَم الشعب اللبناني وجمهور المقاومة "الذي قدم التضحيات" في معارك لا علاقة له بها وفي مواجهة إخوان له من الشعب السوري. وأضاف "نقول للأخوة في حزب الله أن الانسحاب من القتال في سوريا اليوم أفضل من الانسحاب غدا. اعتبروا من التاريخ والتجارب... ولن أزيد فالمعاني واضحة والإشارات بارزة"، مشددا على أن قوى 14 آذار لم ولن توافق على القتال في سوريا "ولا يجوز للبنان واللبنانيين أن ينجروا للمشاركة في تلك الحرب بين النظام والشعب السوري". ويقاتل حزب الله ، منذ مطلع العام 2012 إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما انضم عدد من اللبنانيين المناصرين للثورة السورية من بينهم جهاديون، إلى القتال مع قوات المعارضة المسلحة. وشدد السنيورة على أن قوى 14 آذار لن ولم تحمل السلاح وستظل ترفض العنف وتتمسك بالحوار، مضيفا "لن نقبل بسيطرة الميليشيات والمقاولات الأمنية والعسكرية عند الطلب في لبنان وخارجه... ولن نقبل بممارسات الهيمنة والتفرقة". وتأسست قوى 14 آذار، التي تضم تيار المستقبل وحزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية وآخرين معارضين للنظام السوري، في 14 آذار 2005 بعد مرور شهر على اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في تفجير استهدف موكبه إثر مغادرته المجلس النيابي وسلوكه الطريق البحري للعاصمة بيروت، مما أدى إلى مقتله على الفور مع سبعة من مرافقيه وعدد من المارّة، كما أُصيب العشرات بجروح . وقتل في ذلك الانفجار الوزير السابق باسل فليحان الذي كان يرافق الحريري في سيارته . وكانت موجة من الاغتيالات ومحاولة اغتيال استهدفت سياسيين وصحافيين وأمنيين معارضين للنظام السوري، بدأت مع محاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة بعد تفجير سيارة مخففة استهدفت موكبه في 1 شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2004، ونجا حمادة من التفجير الذي أدى الى إصابته بجروح بالغة وحروق في وجهه وقدمه، ومقتل مرافقه وإصابة سائقه بجروح . وطالت آخر عملية اغتيال محمد شطح الوزير اللبناني السابق ومستشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في وسط بيروت ما أدّى الى مقتله و 8 آخرين ووقوع عدد من الجرحى، في 27 كانون الأول/جانفي. وتتهم قوى 14 آذار نظام الأسد بتدبير هذه الاغتيالات التي تنظر في بعضها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي بدأت جلساتها لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري في 16 فيفري/فبراير الماضي، وهم 5 عناصر من حزب الله.