قطع الترجي الرياضي يوم أمس الأربعاء خطوة كبيرة نحو التتويج ببطولته عدد 25 في تاريخه منذ الاستقلال وذلك بعد فوزه على النادي الرياضي الصفاقسي في مباراة الكلاسيكو التي كانت بمثابة نهائي البطولة باعتبار أن الفارق بين الفريقين قد ارتفع تسع نقاط قبل سبع جولات فقط عن النهاية. منطقيا سيقضي نسر البطولة سنته القادمة في باب سويقة مع السجل الحافل من الألقاب ولكن على الفريق مواصلة حصد الانتصارات وتحقيق ما أمكن من فارق في النقاط يكشف حقيقة الامكانيات وتباينها بين البطل الطبيعي وملاحقيه. نادي باب سويقة ضمن تأهله إلى دوري المجموعتين ويسير إلى تحقيق البطولة من جديد وهي تقريبا نصف الأهداف المرسومة في الفريق في انتظار لقاءات الكأس في شهر جوان المقبل حيث تبدو الفرصة مواتية لتحقيق ثنائية الموسم الحالي قبل الدخول بقوة في سباق المراهنة على أغلى الألقاب الإفريقية وبالتالي العودة إلى مونديال الأندية من جديد بعد أن سبق فرع كرة الطائرة في حجز مقعده ضمن كبار اللعبة في العالم. المصابون أكد الدكتور ياسين بن أحمد أن إصابة هيثم الجويني كانت مفزعة لزملائه خصوصا أن الشكل الخارجي للركبة عقب حالة الخلع كانت توحي بإصابة خطيرة لكن التدخل الناجع للإطار الطبي ساهم في نجدة اللاعب والحفاظ على صحته. الدكتور بن أحمد قال أن الأربطة المتقاطعة أو الأربطة الجانبية لركبة اللاعب لم تضررا من الإصابة لحسن الحظ لكن صور الاشعة أثبتت أن وجود بعض الدماء في الركبة قد يكون من الناجع إجراء تدخل جراحي لسحبه حتى يتم تقليص مدة ركونه إلى الراحة التي لن تتجاوز ثمانية أسابيع في كل الحالات بين الراحة الاجبارية والتأهيل البدني. على صعيد آخر تحدث ياسين بن أحمد أيضا عن الحالة الصحية للظهير الأيمن سامح الدربالي والمهاجم الكاميروني يانيك نيانغ حيث أكد أن اللاعبين سيعودان يوم غد أو على الأقصى يوم السبت إلى المجموعة ليباشرا التمارين مع المجموعة بيد أن مشاركة أحدهما أو كلاهما في لقاء الأحد أمام الأولمبي الباجي غير واردة فيما سيكونان على ذمة الإطار الفني انطلاقا من الجولة الموالية ضد فريق جريدة توزر. بين أفول وبن شريفية كان الترجي الرياضي في لقاء الأمس خارج نطاق الخدمة من الناحية الهجومية ويمكن القول أن إصابة هيثم الجويني في الثواني الأولى كان لها الوقع السلبي على نفسية اللاعبين وكذلك على أسلوب لعب الفريق بما أدى إلى غياب شبه تام للآلة الهجومية للفريق. وحتى لا يكون تحليلنا فيه استنقاص من قيمة ما قدمه النادي الصفاقسي فإنه من الجدير التنويه بمردود زملاء فخر الدين بن يوسف الذي بسططوا سيطرة شبه مطلقة على فترات اللقاء. الترجي كان غائبا والصفاقسي سيطر بالطول والعرض لكن النتيجة آلت للأحمر والأصفر.. التفسير واضح وكلمة السر في ذلك تتلخص في الغاني هاريسون أفول والحارس معز بن شريفية فكلاهما كان نجما فوق العادة يوم أمس. "فلفول" كما يصفه "الترجيين" يبقى أفضل الأجانب الذين نشطوا في البطولة التونسية انضباطا وعطاء واستقرار في المردود وإضافته كانت واضحة في مواجهة المهيري بعد أن تمكن من هز شباك رامي الجريدي في المرة الوحيدة التي وصل فيها الفريق إلى مناطق جزاء السي أس أس. ولئن كان أفول حاسما في التعامل مع الفرصة الوحيدة فإن هدف ما كان ليصبح ذا قيمة لو لم يكن في حراسة المرمى فتى في قيمة معز بن شريفية الذي أبدع كالعادة وساهم في إنقاذ الفريق من هيزمة نكراء وهو الذي صد ثلاثة أهداف ولا نقول فرصا لأن ما أتيح لفخر الدين بن يوسف ثم الفرجاني ساسي كان بالضرورة ليسجل لو كان غير بن شريفية في العرين. مباراة الأمس كشفت كالعادة أن الترجي الرياضي قوي برصيده البشري الذي يبرز منه في كل موعد لاعب أو أكثر يعود إليهم حسم المواجهات التي يبقى الفريق بحاجة إلى كسبها وهنا لا بد من تذكير البعض أن من صنع هدف أفول ليس إلا خالد الغرسلاوي الذي نزل بديلا للجويني ورغم أنه لم يقدم المردود الذي برز به في لقاء الذهاب إلا أنه كان حاسما في صناعة الهدف الوحيد للقاء..
