هل بات الترجي الرياضي غير قادر على حماية مملكته الداخلية؟ أم أن ما يسرب هن وهناك من أخبار له علاقة بما يحدث داخل البيت من صراعات لم تعد خافية عن أحد؟ سؤالان من جملة مجموعة أخرى ظلت عالقة دون إجابة أو رد فعل من قبل القائمين على تسيير الفريق لدحضها أو تأكيدها سيما أن جماهير الفريق لم تتعود أن يكون فريقها محل تناول إعلامي مكثف. الأخبار التي تغص بها الساحة الرياضية اليوم باتت عديدة وجاء في آخرها أن النادي الأهلي المصري بصدد مفاوضة الفني الهولندي رود كرول عبر وكيل أعماله المصري الذي ينوبه منذ سنوات.. أيضا تروج العديد من المصادر أن النادي الرياضي الصفاقسي بصدد مفاوضة المنادجر العام للأحمر والأصفر سيباستيان ديسابر من أجل تمكينه من خلافة المدرب حمادي الدو للاستفادة من إمكانياته كأحد أبرز الأسماء التدريبية الواعدة في القارة السمراء فضلا عن الرد على عميلة قرصنة المدرب رود كرول في وقت سابق. ولم يتوقف سيل الأخبار عند هذا المستوى فقد نقلت مصادر متطابقة رغبة الجيش القطري في ضم إيهاب المساكني واعتزام الوكرة استقدام يوسف البلايلي وغيرها من الأخبار المتداولة.. هذا الكم من الأخبار لم يكن ممكنا أن يصل إلى الساحة الإعلامية في وقت سابق خصوصا أن الترجي الرياضي تعود دائما أن يكون محصنا ضد هذه التحاليل والأخبار بيد أن السرعة التي تميز وتيرة الأحداث في الفريق بدأت تكشف عن حجم التصدع داخله. وحتى تكون الصورة واضحة فإن التناول الإعلامي للواقع اليومي للترجي الرياضي هو انعكاس واضح للتصدع داخل الفريق خاصة بين الفني الهولندي ونظيره الفرنسي من جهة وبين رئيس النادي وبين رئيس الفرع من جانب ثان. لن نخوض في تحليلات كنا أتينا عليها سابقا في أوانها ولكن بات من الجدي البحث عن إجابة للتساؤلات التي قدمناها آنفا فلا يخفى عن أحد من أحباء الترجي الرياضي أن رياض بنور رئيس الفرع كان مسيطرا على الصورة الترجية إعلاميا بحيث لا يمر من مصفاته إلا ما يخدم هيبة الفريق لكن اليوم بدأت صورة المهاب تتلاشى على الأقل في ما يتعلق بالتناول الإعلامي. بنور الذي صار دوره هامشيا بعد أن سحبت صلاحياته بقرار رئاسي فأصبح مهملا في أداء واجباته لعله بذلك يبلغ باعث القرارات أنه ليس المسؤول الذي يهمش. الأسابيع الأخيرة جاءت حبلى بشتى الأخبار عن كواليس الفريق التي كان من صميم مهام بنور التستر عليها.. ولئن يبقى من حق الأنصار التعرف على كل ما يحدث داخل ناديهم إلا أن الصراعات بين المسؤولين والفنيين لم تكن لتصدر إلى العلن إلا في الفترة الأخيرة التي همش خلالها رئيس الفرع. رياض فقد الكثير من سلطاته منذ عودته إلى التسيير اثر قطيعة خاطفة حيث بات يكتفي بالفرجة في ملفات تجديد عقود اللاعبين أو البحث عن الانتدابات حتى صار بمثابة مرافق للفريق أو إداري عادي في وقت كان فيه صاحب الكلمة الأولى في الفريق منذ مغادرة بادين التلمساني. ما يعيشه الفريق من حرب صلاحيات لن يكون مفيدا له إذا أراد أن يكون متراهنا جديا على لقب دوري أبطال إفريقيا وبالتالي على رئيس الفريق أن يحسم في هذه الصراعات حتى يعود الاستقرار إلى حديقة المرحوم حسان بلخوجة بعد أن كادت المشاكل تتحول إلى حرب تأكل كل ما في طريقها..