علمت "حقائق أون لاين" من مصادر جديرة بالثقة أن فريق "تيريك غروزني" الروسي قد رفع قضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد النادي الإفريقي محورها طلب استخلاص صفقة المهاجم التشادي ايزيكال اندوواسال الذي سيكون صداعا في رأس الفريق خلال هذه الصائفة.. ايزيكال كان قد انتدبه نادي باب الجديد في نطاق الإعارة لمدة سنة مع بند يقضي بشراء عقده لموسمين ونصف وذلك قبل موفى شهر جوان القادم.. الجديد في الملف وهو ما يجهله المدير الرياضي للنادي الإفريقي أن التشادي صار قانونيا وبصفة رسمية على ذمة الفريق إلى غاية موفى شهر جوان من سنة 2017 وعليه سيتعين على الهيئة أن تدفع من أجله من 500 ألف يورو أي ما يناهز مليون و200 ألف دينار تونسي تقريبا وإلا فإنها ستكون محل تتبع لدى لجنة النزاعات التابعة للفيفا.. عقد مليء بالألغام ترك النادي الإفريقي نفسه إلى اللحظات الأخيرة من الميركاتو الشتوي ليحصل تعاقدا وحيدا الأمر الذي أوقعه في فخ الحلول الترقيعية لإسكات الجماهير فكان انتداب ايزيكال ضمن هذا السياق.. العقد الذي عاد بفضله التشادي إلى حديقة المرحوم منير القبايلي تضمن شروطا مجحفة من بينها تحول صيغة الإعارة إلى صفقة منهاة بعد شهر فقط من التوقيع على العقود فيما يعني فسخ عقد التشادي تمكينه من كافة مستحقاته إلى نهاية العقد وهي تقريبا في حدود مليون و200 ألف دولار أي ما يناهز المليارين تقريبا بحسب أحد البنود كذلك.. الاتفاق الذي أبرم مع المهاجم التشادي كان مليئا بالألغام وهنا يبرز دور الكتابة العامة للفريق التي كانت منذ البداية خارج نطاق الخدمة ليتواصل فشلها في متابعة الملف إلى النهاية ليضطر الفريق في الأخير إلى تحمل تبعات ذلك.. الإفريقي كان يمكن أن يتفادى الوقوع في الفخ الذي نصب له لو قام بسداد قيمة الإعارة المقدرة ب100 ألف يورو في غضون مهلة الشهر من الإمضاء لكن عدم التزامه بالآجال سيجبره على دفع 500 ألف يورو بحسب بنود الصفقة "المشبوهة".. الخلاف مع ايزيكال والفريق الروسي منذ شهر تقريبا حل بتونس "ماغوماد دودوف" نائب رئيس فريق غروزني الروسي حيث حاول الاتصال بمسؤولي الأحمر والأبيض لغاية تسوية الوضعية وخلاص الصفقة فتم توجيهه إلى لطفي ماضي وهو مسؤول بأحد شركات سليم الرياحي لكنه لا يحمل أية صفة في هيئة النادي الإفريقي.. لطفي ماضي ماطل ممثل النادي الروسي وأوهمه بأن الملف في طريقه إلى التسوية وهو ما تفطن له "ماغوماد دودوف" الذي انتهج أسلوبا غير غريب عن الفريق الروسي ومسؤوليه بأن تحول مرفوقا بملحق السفارة الروسية بتونس فضلا عن أحد الحراس الشخصيين وقاموا بتهديد اللاعب من أجل أن يتحرك لإجبار الأفارقة على خلاص الصفقة.. ايزيكال الذي يعرف جيدا حقيقة مسؤولي فريقه السابق حاول إيجاد حل مع مسؤولي الإفريقي إلا أنه دخل في صراع معهم بعد أن وضع في منزلة بين مطرقة المسؤولين الروس وسندان الانضباط الصوري في الفريق.. يرفض العودة إلى تونس عاد ايزيكال إلى نجامينا خلال الراحة التي منحها الإطار الفني للاعبين إلا أنه لم يكن مع المجموعة التي باشرت نشاطها مطلع الأسبوع الحالي وبمزيد التثبت تبين أنه رفض العودة وأغلق هاتفه في وجه المسؤولين الذين باتوا عاجزين عن التواصل معه.. احتجاب ايزيكال في التشاد مرده الاحتجاج على وضعيته وهو الذي لم يتسلم سوى 150 ألف دولار فقط من قيمة مستحقاته لدى الفريق فضلا عن محاولات استفزازه من قبل مسؤولي الفريق لجبره على الرحيل وهو ما يرفضه قطعيا.. ولعل ما زاد في احتجاج التشادي هو التصريحات الأخيرة لمنتصر الوحيشي الذي أكد أن النادي الإفريقي لن يحتفظ بأي لاعب أجنبي في الموسم القادم عدى عبد المومن جابو.. تصريحات في الحقيقة لم يكن ايزيكال فقط من غضب منها بل أن الأمر شمل المنذر الكبير الذي اعتبر أن الحديث سابق لأوانه وهو الذي رفض الرد عنه كلما سئل في الموضوع بغاية الحفاظ على تركيز لاعبيه.. الوحيشي في ورطة علاوة عن التصريحات غير المسؤولة التي ورط الوحيشي نفسه فيها فإنه يمكن التأكيد أن المدير الرياضي للنادي الإفريقي سيكون في مأزق لا يحسد عليه إذ في صورة التعاقد مع الجزائري هشام بلقروي فلن يكون أمامه سوى حل وحيد وهو التفريط في عبد المومن جابو طبعا لو جاء عرض في شأنه أما إن أراد أن يكون الهداف الذي يبحث عنه بديلا لايزيكال فعليه دفع قيمة الشرط الجزائري للتشادي والذي يناهز المليار ونصف من مليماتنا.. الوحيشي سيتعين عليه إيقاف التفاوض مع بلقروي حتى يجد حلا مع ايزيكال الذي يلوح الأزمة الأبرز في الفريق ليس بعدم انضباطه فقط وإنما أيضا بالاشكالات القانونية التي ترافقه فليس من السهل إقناعه بالخروج على سبيل الإعارة التي يرفضها بحسب ما تفيد مصادرنا.. المدير الرياضي للإفريقي في وضع لا يحسد عليه وقضية ايزيكال تبدو كافية لتقلب جميع حساباته رأسا على عقب خصوصا أنه يجهل بالتفاصيل الكاملة لعقود بعض اللاعبين والنزاعات معهم الأمر الذي أدخله في خلاف مع عمار الجمل قد لا يكون الإفريقي مستفيدا منه.. وذاك موضوع آخر..