يسعى الترجيون جاهدين إلى الإبقاء على نار الخلافات في الفريق محل تكتم شديد خصوصا أن الوضع الحالي لم يعشه الفريق منذ مدة طويلة تعود إلى فترة انسحاب الرئيس السابق عزيز زهير.. الوضع اليوم أشبه بالبارحة ولكن بالأمس كان الترجي الرياضي قادرا على محاصرة الحريق في الداخل بيد أنه الآن صار عاجزا عن ذلك ناهيك أن دخان الأزمة قد ارتفع بدرجة صار معها مرئيا على بعد أميال من حديقة المرحوم حسان بلخوجة.. الأزمة اليوم لها وجهان أحدهما إداري والثاني فني.. أما الأول فهو يتعلق بفريقين متناحرين من المسؤولين في حين يمكن التأكيد أن دلالات الثاني تبدو واضحة .وما نتائج الفريق في دوري أبطال إفريقيا ثم كأس تونس إلا كشف على حساب في انتظار قادم المواعيد.. حرب معلنة لا يمكن إلا للأعمى أن لا يلاحظ الحرب الدائرة بين قطبي الصراع الذي يقود طرفاه رياض بنور من جهة وعبد الستار المبخوت ولسعد السراي من جهة أخرى.. حرب امتدت لتطيح في بادئ الأمر بالفني الهولندي رود كرول الذي أشار رياض بنور بانتدابه وها أن "البندقية" توجه نحو الفرنسي سيباستيان ديسابر الذي اتهم بالفشل الذريع أياما قليلة بعد أن كان جهبذ زمانه في مسافة بين مباراتي النادي الصفاقسي في دوري الأبطال ثم كأس تونس.. نار الحرب اشتعلت بين المتنازعين ولهيبها قد يأتي على الأخضر واليابس فيما يقف حمدي المدب رئيس الفريق سلبيا دون اتخاذ خطوات تنهي الأزمة وتخمد الحريق من حوله.. في اعتقادنا يبدو أن رئيس نادي باب سويقة يتلذذ ما يجري أمام ناظريه إذ يكفي أنه جزء من بعض خلاف المتنازعين بما أن الجميع يسعى إلى التقرب منه مفترشا جثة الآخر.. المدب لم يتحرك ليوقف الأزمة ويضع كلا في حجمه وبالتالي فإن الخلاف متواصل والفريق وحده سيواصل جني ما يحصده رئيسه الذي لن يكون أفضل حالا من غيره حتى ان هناك كثيرين يشبهون فترته الحالية بأيام عزيز زهير الأخيرة.. تفكك فني بين الفينة والأخرى تطالعنا أخبار تفيد بأن الترجي الرياضي قد حسم جزءا من قائمة مغادريه وهي أخبار ليست من فراغ فكما يقال "لا يوجد دخان دون نار" ناهيك أن التطلع في الأسماء المدرجة يحيل إلى حقيقة أن الكثيرين لم يعد لهم موطئ قدم في الفريق وهنا الحديث عن مجدي التراوي وخليل شمام وإيهاب المساكني وخالد المولهي والثلاثي الكاميروني أمينو بوبا وتيري ماكون ويانيك نيانغ ووسيم نوارة وسيف الدين بن عكرمي ويمكن أن يلتحق بهم البعض الآخر على غرار محمد بن منصور ومحمد علي المهذبي وغيرهما.. أسماء بالجملة تستعد للرحيل ومع ذلك لا يملك الترجي الرياضي الوقت الكافي للملمة صفوفه والنهوض بسرعة كما تعود أن يفعل والسبب يكمن في اقتراب استئناف سباق دوري الأبطال كما أن الغربلة كبيرة والانتدابات لا تزال تراوح مكانها.. فنيا يسير الترجي الرياضي نحو التفكك فالوضع النفسي للاعبين في أسوأ حالاته والباحثون عن متنفس جديد كثر فيما لا يزال حمدي المدب عاجزا عن اتخاذ القرارات الكفيلة بإنقاذ الفريق كما وعد أبواق دعايته بثورة تلي لقاء السي أس أس لدوري الأبطال لكننا لم نر منها شيئا إلى اليوم.. الوضع صعب وكل ما يأمله أنصار الأحمر والأصفر وخاصة المطلعون منهم على كواليس الفريق هو أن تنتهي الأزمة الحالية وأن ينتبه الأخوة الأعداء إلى أن مصلحة الفريق تمر قبل الفردانية والأهواء الشخصية..