أكدت مصادر قيادية متطابقة في حركة نداء تونس لحقائق أون لاين ان الخبر الذي راج حول تقديم الأمين العام للحزب الطيب البكوش استقالته بصفة رسمية لا أساس له من الصحة موضحة ان المسألة لم تتعدّ التلويح بإمكانية تجميد العضوية أو الانسحاب على خلفية عدم استساغة خيار دخول الانتخابات القادمة بقوائم خاصة وهو ما يعني انفراط عقد تحالف الاتحاد من أجل تونس الذي تأسس في الأصل من أجل هذه الغاية. ويتقاسم هذا الرأي مع الطيب البكوش لفيف من القيادات اليسارية والنقابية التي تميل إلى خوض غمار الاستحقاق الانتخابي في قوائم مشتركة تحت يافطة الاتحاد من أجل تونس وفقاً لالتزامات ووعود سابقة قطعها الحزب على نفسه صحبة بقية حلفائه في الائتلاف الآنف ذكره. ويشار إلى ان وثيقة التأسيس التي حملت تسمية بيان الأمل ورد فيها ما يلي:"... من هذا المنطلق، تعلن الأطراف السياسية الوطنية الممضية على هذا البيان، على بركة الله، تأسيس جبهة سياسية وانتخابية تعمل على توحيد الجهود الوطنية من أجل خدمة مصالح تونس العليا والمساهمة الفاعلة في إنجاح مسار ثورته الانتقالي في إطار خارطة طريق يحدد التوافق الوطنى اهدافها وتواريخها. وهى جبهة مفتوحة على كل الأحزاب السياسية...و كل الأطراف التي تتفق معها على القطع مع منظومة الاستبداد و الفساد و الهيمنة الحزبية على مفاصل الدولة و على صيانة مبادئ الثورة . وستعمل كافة مكونات الجبهة على توحيد المواقف والأنشطة السياسية فيما بينها في كل ما يتعلق بالاستحقاقات الوطنية الكبرى بما فيها خوض المواعيد الانتخابية القادمة بصفة موحدة. كما ستعمل على إنجاح حوار وطني جدي وحاسم لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب للبلاد ووضع دستور ديمقراطي وحماية مؤسسات الدولة ومواردها من الاستغلال الحزبي وحماية الحريات العامة والخاصة و الحقوق النقابية وضمان شروط النزاهة والشفافية التي ستمكن التونسيات والتونسيين من اختيار سلطاتهم الدائمة في الانتخابات المقبلة بكل حرية ووعي ومسؤولية...". من جهة أخرى، يرى الطرف المناهض لفكرة القوائم المشتركة ان هذا الطرح ينمّ عن غباء سياسي في حال تخلي النداء عن اسمه وشعاره الذي ناضل من أجل افتكاك موقع له في المشهد السياسي معتبراً ان المسألة من الناحية التقنية والفنية غير ممكنة وهي ستضرّ بالحزب في الحصيلة الانتخابية أكثر مما ستعود عليه بالنفع. هذا ومن المنتظر أن تكشف الأيام القادمة عن تطورات ومستجدات أخرى داخل حركة نداء تونس التي تعيش على وقع اختلافات وصراعات بين الروافد المشكلة لها وذلك في سياق وظرف يتميز بقرب موعد الامتحان الانتخابي الذي يرشح أن تنحصر المنافسة فيه على المركز الأول في المضمار التشريعي بينها وبين حركة النهضة التي نجحت إلى حدّ الآن في رصّ صفوفها وتجاوز الهزة التي شهدتها عقب استقالة أمينها العام حمادي الجبالي. وفي سياق متصل، شددت مصادرنا على ان الخلاف الحاصل بين السبسي والبكوش ينطوي أيضاً على تباين في وجهات النظر حول هوية المرشح القادم إلى الانتخابات الرئاسية. وحسب ذات المصادر فإن الأمين العام لنداء تونس لا يخفي البتة رغبته في أن يكون منافساً للباجي قائد السبسي في سباق المشاورات والسجالات الدائرة حول الشخصية التي سترشح تحت عنوان حركة نداء تونس أو بدعم منها في الانتخابات الرئاسية. وعلى نقيض من هذا الرأي يفضل فريق آخر يمثل خصوصاً التجمعيين والدساترة وجزءاً من المستقلين ترشيح كمال مرجان دون غيره في حال عدل الباجي قائد السبسي عن فكرة دخول المعترك الانتخابي الرئاسي الذي يتطلب جهداً كبيراً وتضحيات بدنية وسياسية وعائلية على امتداد خمس سنوات، فضلا عن صفات رجل الدولة والحظوة المرموقة لدى الدوائر العالمية.