تحت عنوان "رسالة غير مضمونة الوصول ، وبلا دُفوف ْ، إلى الفنان العربي جورج وسوفْ" نشر الاعلامي التونسي في قناة بي بي سي البريطانية على صفحته على الفيسبوك مقالا ذيله فبعنوان فرعي "أيها الملك السعيد لا تُهِنْ شعبي العتيد!" يقول فيه: "الملك يبدأ صولاته وجولاته الغنائية ووصلاته الطربية في تونس ، بأسلوب صفيق وللأسف بشكل لا يليق ، لا عيب طبعا في الكرسي المتحرك بالمطار عند وصولك إلينا ان كنت منهكا أو أخذ منك الإدمان أو الأحزان كل مأخذ ، ونحن نتفهم جنون الفنانين ونزقهم ، لكن ان تطلع علينا في حفل بنزرت بشيرت shirt وفانيلا بيضاء تحتها ومنشفة تطوق رقبتك ، في أوقات التحرك للمسرح او الفاصل فهذا لا نفهمه (لعلك لا تدرك أن منشفة او وفوطة كما تسمونها في الشرق تطوق عنق الرجل ليس لها من دلالة في تونس غير دلالة العزاء وكثرة البكاء ليمسح بها دموعه وعرقه أو دلالة الباندي أو المزاودي أو الفتوة المستهتر في حي شعبي يضع منشفة حول عنقه او بشكيرا كما نسميه في تونس لتجفيف العرق في ليل الصيف المتوسطي الطويل ) ، أهل تونس وهم يعشقونك جديرون بأناقتك القليلة بذقن حليق ولو لساعات قليلة ، بدلة وربطة عنق مثلا في بلاد تحبك وكما كنت تفعل من قبل ، صدقني قد يزيد ذلك من قدرك ومقدارك العظيم لديهم ، لكنك لم تفعل للأسف ، ربما هو تأثير تضخم الأنا او المرض أو الإدمان أو تعب العمر وقلة الاكتراث ! نحن نحبك لكن نريد احترامك لنا ايضا كشعب سمّيع وتعيق وعميق وأنيق ، يحب الأناقة ولو فقط لساعتين هي مدة الحفل، أنا متأكد انك ما كنت لتفعل ذلك في مهرجان جرش بالأردن او بعلبك او بيت الدين في لبنان، نعم نحبك ونغفر لك لأنك فنان حقيقي لكن يجب ألا تغفر انت أيضاً لنفسك زلاتها حين يحين أوان أن يترجل آخر الفرسان ! كل ذلك فقط حفظا لصورة الفنان والإنسان الساكن فينا ، جورج وصوف ، الملك ! لا نريد أن نقول من تونس وأرض قرطاجة كش مات ، أيها الملك، وقد فات عنك ما فات ! بالمناسبة طوق الياسمين التونسي ستر مرة أخرى عورة الفانيلا البيضاء التي طلعتَ بها علينا في بنزرت مع قميص مفتوح الأزرار وحركة ثقيلة أو متثاقلة لسبب ما، وكأنك في غرفة نومك أو نهضت للتو من نوق عميق لكنك لم تستيقظ أيها الملك ! فقط نقول هذا لأننا نحبك ونأمل منك أن تتدارك موضوع الصورة، صورتك لدينا وفي قلوبنا ، خلال حفل قرطاج ، وقد يكون الحفل الأخير لك بيننا ، بالنظر لإكراهات الصحة والمرحلة والمرض وأشياء أخرى ربما ....تذكر أيها الملك السعيد ذو العقل الرشيد أن الصورة الاخيرة هي الصورة الأبقى في عرف العاشقين ( مع تمنياتنا لك بطول العمر طبعا ) حافظ عزيزنا على صورتك لدينا وكن وديعا معنا لأننا نحفظ لك ودا قديما ونحفظ كل أغانيك في القلب وعن ظهر قلب يا أبا وديع ! وأدرك أيها الفنان أن ليس بالدولار وحده وبعدده يحيا الفنان ، والانسان مثلك ، بل بالحب والاحترام أيضاً ! في الختام تحية من إعلامي تونسي يحبك ويحب فنك لكن يحب بلده وشعبه أكثر ويسُوؤه فعلا وكثيراً أن تُسيء بيننا لنفسك ولصورتك ولأناس أحبوك بصدق وعمق ، رغم كلام الناس ! الذي لا يقدم ولا يؤخر كما تقول احدى روائعك التي نحب ويحب جمهور قرطاج السميع والكريم والذكي ، فلا تستهن بذكائه ولا تزهد في كرمه معك رجاءً. ملاحظة أخيرة : صنيعك هذا لم يُقدم عليه لا قيصر الغناء (كاظم الساهر) ولا أميره وفخر البلاد (صابر الرباعي) ولا ديفاه Diva(ماجدة الرومي) ولا حتى سفيرة الغناء المصري الحديث (شيرين عبد الوهاب) فاحذر يا فنان عاقبة الهوان وقلة الاحترام والامتنان قبل ان يفوت الأوان، أيها السلطان! سلطان الطرب العربي ، جورج وسوف ، ومازلنا نعتبرك كذلك ، رغم زلاتك ! اللهم إن كان لديك عذر طبي ، حينها لا تأت إلينا رجاء ، احتراما لمحبيك ونحن قادرون على انتظار تعافيك ، وأن تُشرّفنا دوما بأحسن ف وطرب ووصوت وصورة معاليك !"