بعد خرجة صبيانية بكائية مألوفة عن اليافع حسين جنيح المدير التنفيذي للنجم الرياضي الساحلي ذرف خلالها دموع العادة أمام كل مصدح مر أمامه قفز رئيس الفريق رضا شرف الدين بقبعتيه السياسية والرياضية ليواصل الوصلة البكائية التي بدأها عضده الأيمن دون حياء.. قد لا نلوم جنيح الصغير لأنه بالكاد يدون خطواته الأولى في عالم الرياضة وهو الذي لم يتم سنته الثلاثون بعد لكن أن تصدر تلك التصريحات عن رضا شرف الدين فذلك أمر لم يستطع كل السامعين تصديقه عن رجل اعتمر دائما قبعة صوت الحكمة.. شرف الدين حمل سماعة هاتفه واتصل بإذاعة شمس أف أم ليؤكد أن المال السياسي الفاسد طال الرياضة متهما بتلميح صريح النادي الإفريقي ومن خلفه سليم الرياحي بشراء الذمم المحلية والأجنبية فرئيس النجم لم يتهم الإفريقي بالضلوع وراء عرقلة ناديه محليا فقط بل أن تشكيكاته طالت أيضا لقب دوري أبطال إفريقيا في كرة اليد الذي توج به نادي باب ليلة أمس أمام الأهلي المصري.. رئيس النجم ودون أن يستحي شكك في اللقب الذي أحرزه زملاء مكرم الميساوي ليلة أمس موحيا بأن الإفريقي اشترى التتويج متناسيا أن المنافس ليس فريقا إفريقيا مغمورا بل هو فريق القرن الأهلي المصري الذي لا نخاله في حاجة إلى أموال الإفريقي وهو الذي تساوي ميزانيته خمسة أضعاف ميزانية ليتوال أو أكثر.. صحيح أن الإفريقي اليوم في نسخة سليم الرياحي قادر على شراء الجميع وكل شيء لكن ليس إلى الدرجة التي تحدث بها شرف الدين إلا إذا كان لديه ما يود بيعه؟؟ لن نقف لسان دفاع عن النادي الإفريقي أو سليم الرياحي الذي لم يسلم من نقدنا لكن ما جاء عن مسؤولي النجم الرياضي الساحلي عار على هذا الفريق ولا يشرف جماهيره في شيء.. رئيس النجم باعنا طيلة سنتين جلد الدب ومثل دور الرجل الرصين قبل أن يكشف عن وجهه الحقيقي اليوم بتصريحات تجاوزت بعدها الرياضي لتصل إلى المجال السياسي بكل قذاراته.. شرف الدين غرف من أدران السياسة وأتونها فشنف أذاننا بتصريحات قد يكون أشرف وأكرم له أن يعتذر وقد يكون من الجبن والعار على هيئة الإفريقي أن تقابلها فقط بالتصريح المحتشم لنائب الرئيس محرز الرياحي.. قد نعذر لرئيس النجم الساحلي غضبته من تحكيم محمد بن حسانة لكن كان عليه أن يحكم صوت العقل وأن لا يعظ اليد التي امتدت لفريقه بالمعونة في عز أزمة المالية فالرياحي الذي اتهمه بالمال الفاسد ساند ليتوال وأنعش خزينتها بربع مليار منذ سنتين وأهداه أيضا الحارس الذي عوض البلبولي اليوم أيمن بن أيوب بألف دينار فقط لم يقم الفريق باستخلاصها وحسين جنيح هو من أبرم صفقة بن أيوب وهو أشد العارفين بتفاصيلها.. صحيح أن الخلاف بين الاتحاد الوطني الحر ونداء تونس بلغ أشده في الآونة الأخير لكن كانت جميع مكونات الأحمر والأبيض تسعى جاهدة لتجنيب الفريق وجماهيره هذه الحرب بما في ذلك الرياحي نفسه لكن يبدو أن من يمثلهم رضا شرف الدين لهم رأي آخر فحركوه ليورط الإفريقي الذي لم ينجر في هذه الخزعبلات.. النجم لا يزال متصدرا ولم يلعب من السباق سوى 8 جولات ولكن يبدو أن ممثلي ليتوال قد اختاروا أن يبدؤوا موسم التباكي من البداية عملا بالمثل القائل "اللي حاجتو في النواح يبداه من الصباح"..