أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال ندوة صحفية عقدت بعد ظهر اليوم الخميس بتونس العاصمة، ان حزبه لم يندم على عدم تقديم مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري دورتها الأولى في 23 نوفمبر، باعتبار انه يرفض أي نزعة للهيمنة والاستحواذ على دواليب السلطة برأسيها التشريعي والتنفيذي (حكومة ورئاسة جمهورية). وقال الغنوشي ان ما لا نريده لأنفسنا لا نريده لغيرنا باعتبار ان البلاد مازالت تعيش على وقع مرحلة انتقالية تتطلب توفر توازن في السلطة وعدم نزوع نحو الاستفراد بالحكم من خلال الهيمنة على مؤسسات الدولة ، وذلك في إشارة مبطنة ورسالة مشفرة إلى حزب نداء تونس الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية وزعيمه الباجي قائد السبسي المرشح بقوة للفوز في السباق الرئاسي. واستدرك الغنوشي حديثه بالقول ان النهضة ليس لها أي مرشح إلى حدّ الآن في الانتخابات الرئاسية كما ليس لها أي "فيتو" على مرشح من المرشحين المعنيين بالسباق نحو قرطاج. وكشف انه قد كان له موعد مع الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر، من أجل النظر في مقترح تقديم مرشح موحد في الانتخابات الرئاسية يمثل القوى الديمقراطية الاجتماعية والوسطية، موضحاً ان حركة النهضة ستنظر بجدية في هذا الطرح داخل مكتبها التنفيذي الذي سيعقد غداً الجمعة اجتماعاً هاماً فضلاً عن مناقشته صلب مجلس الشورى أعلى سلطة تقريرية في الحزب من أجل التباحث في كلّ المقترحات والخيارات التي ستقول فيها قواعد النهضة ومؤسساتها الكلمة الفصل. وأفاد زعيم حزب حركة النهضة المتحصل على المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة بعدد مقاعد بلغ 69 مقعداً كنتيجة أولية (من إجمالي 217 مقعداً)، ان حزبه تلقى زيارات من أكثر من مرشح للرئاسية مبرزاً ان النهضة ستتدارس داخل هياكلها ومؤسساتها كل الخيارات والمقترحات. وفي تحليله لنتائج الانتخابات التشريعية، اعتبر الغنوشي ان الشعب بعث برسائل هامة للطبقة السياسية عبر صناديق الاقتراع مضمونها رفض الناخبين لأي منزع هيمنة واستحواذ على مقاليد الحكم من طرف حزب واحد، مشدداً على انه لا مجال لعودة الهيمنة ونظام الزعيم الأوحد والاعلام الخشبي الذي أسقطته الثورة على حدّ قوله. هذا وتابع الغنوشي تصريحاته بالتأكيد على ان حزبه سيكون حارساً للحريات التي وردت في الدستور زيادة عن كونه سيظلّ متمسكاً بموقفه ورؤيته لطبيعة الحكم في المرحلة القادمة الذي تسعى النهضة من خلاله إلى تكريس مبدأ الديمقراطية التشاركية وخيار الوحدة الوطنية. حريّ بالإشارة إلى أنّ راشد الغنوشي تهرّب من الإجابة عن السؤال المباشر الذي طرحته عليه حقائق أون لاين حول مدى إمكانية دعم النهضة لمرشح نداء تونس في الانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي.