أفاد المدير العام للأمن الرئاسي توفيق القاسمي بأنه تم منع رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين من إخراج أي ورقة تهم أرشيف رئاسة الجمهورية لأن الامن الرئاسي مؤتمن عليه وعلى القصر الرئاسي، مؤكدا أنه كانت لديهم معلومات تفيد ان هذه العملية ستتسبب في جدل قانوني كبير من قبيل أن الأرشيف الوطني يُنقل عن طريق لجنة حفظ الذاكرة الوطنية التي لم تتشكل بعدُ، وتساءل: "لماذا يتم نقل الأرشيف في هذا التوقيت بالذات؟". وكشف القاسمي، في حوار لصحيفة المغرب الصادرة اليوم السبت 27 ديسمبر 2014، أن مؤسسة الأمن الرئاسي، عندما علمت بمطالبة بن سدرين بنقل الأرشيف نحو مقر الهيئة، عرفت أن ذلك سيحدث جدلا واسعا لدى الرأي العام الوطني، "وهو ما حصل فعلا"، لذلك طلبت منها التنسيق مع فريق السلطة المنتخبة وفريق السلطة المتخلية وهيئة الحقيقة والكرامة، إلا أن كل الاطراف قبلت بذلك ما عدا بن سدرين. وتابع المتحدث بالقول: "السيدة سهام بن سدرين لم تقم بالتمشي المتفق عليه لنتفاجأ بها يوم أمس تجلب 6 شاحنات ضخمة لنقل الأرشيف الوطني.. وعند منعها اتهمتنا بالانقلاب، لكننا تعاملنا معها في حدود السلاسة والأخلاق.. من غير الممكن تجاوز سلطة تم انتخابها، لذلك تم الاتصال بالمدير التنفيذي لحزب نداء تونس رضا بلحاج من طرف مدير الديوان الحالي سامي بن عمارة وسيتم النظر في المسألة إما بالقيام بالاجراءات اللازمة لنقل الأرشيف أو إبقاء الامر على ما هو عليه". وعن الاتهامات الموجهة ضدّهم بالتطاول على الدولة من خلال منع هيئة الحقيقة والكرامة من القيام بعملها، نفى المدير العام للأمن الرئاسي توفيق القاسمي الأمر، مضيفا أن الدليل على ذلك هو أن سهام بن سدرين تأتي كل يوم وتطلع على الأرشيف دون أن يتدخل اي طرف في عملها، حسب تأكيده. أما عما يُتداوَل من أن الأمن الرئاسي انقلب على تعليمات الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي بعد انتخاب الباجي قائد السبسي، خاصة أن المرزوقي أمضى قرارا يمكّن بن سدرين من نقل الأرشيف، ففنّد القاسمي الأمر، مؤكدا انهم قاموا بعملهم لا اكثر، وأضاف أنه اتصل شخصيا بالرئيس المرزوقي وقال له إنه من المستحسن تأجيل نقل الارشيف وتشريك السلطة المنتخبة في العملية، "وهو وافق". كما شدد المتحدث على انه لم يتم تعنيف رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين من قبل أعوان الامن الرئاسي، مشيرا إلى أن الاعوان قاموا فقط بمنع الشاحنات من الدخول إلى القصر لكنهم أكدوا لبن سدرين أنه يمكنها هي الدخول إذ هو من حقها، وفق ما جاء على لسانه.