قال عضو الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس المسؤول عن الهياكل حافظ قائد السبسي ان ما يحدث من تجاذبات داخل النداء نتاج طبيعي وكان منتظراً منذ المطالبة بوضع هياكل ومؤسسات شرعية ومنتخبة للحزب في آخر مجلس وطني للحزب، مبيناً ان هذا المطلب جوبه أيامها بالرفض من قبل الهيئة التأسيسية التي برّرت ذلك بأن الاستحقاقات الانتخابية لها كلّ الأولوية وان عقد مؤتمر ديمقراطي شفاف قد يقسم الحزب وقد ينسحب البعض مما يؤثر سلباً على المعركة الانتخابية، على حدّ تعبيره. واعتبر السبسي، في حوار مع صحيفة الشروق الصادرة اليوم السبت 14 فيفري 2015، ان الحديث عن الانشقاق في حال انعقاد مؤتمر، "كلمة حق أريد بها باطل" مشيراً إلى تسجيل انسحابات من الحزب قبل وأثناء الاستعداد للحملة التشريعية دون ان تغير شيئاً. وأضاف انه كان على النداء بعد فوزه في الاستحقاقات الانتخابية ان يتحمل مسؤوليته في الحكم وفي إدارة مفاوضات تشكيل الحكم إلا ان هذا الأمر لم يحدث بسبب افتقار الحزب لهيئات قيادية شرعية ولأن هياكل الحزب أصبحوا يشعرون بشيء من الغبن عندما لا يلتفت إليهم لتفسير تعقيدات المرحلة ومبررات هذا التوجه، حسب قوله. وفي ما يتعلق حول رغبته في أن يكون أميناً عاماً واللعب بورقة الدساترة لهذا الغرض، وصف القيادي في نداء تونس ونجل رئيس الجمهورية، هذا الحديث ب "فخاخ ونميمة وتزلف يعمد إليه البعض"، قائلاً ان هدفهم هو إقصاء حافظ قائد السبسي بتهمة جاهزة هي التوريث، ومشيراً إلى انه دافع عن حصة أوفر للنداء في الحكومة دون أن يطلب منصباً شخصياً. وأردف حديثه بالتأكيد على انه، كقيادي في النداء، غير راض عن الحبيب الصيد لأنه يعتبر ان نداء تونس خرج من الحكومة بخفي حنين معتبراً ان رئيس الحكومة عامله كما لو كان حزباً مشاركاً في ائتلاف حاكم وليس المسؤول عن الحكم، وفق تقديره. وأكد حافظ قائد السبسي وجود خلاف بينه وبين بعض مستشاري رئيس الجمهورية والمقربين منه قيادياً بصفته ابن الرئيس وكذلك بصفته قيادياً في النداء ومسؤولاً عن هياكله، لافتاً النظر إلى ان تمشي بناء الحكومة وتركيبتها في جزء منه ضدّ قناعات كثير من القيادات الندائية التي نددت جهراً وسراً واعتبرت الرئيس ومستشاريه المسؤولين عن هذا التمشي. وتابع قائلاً انه مع ذلك وفي أول فرصة أتيحت لهم ان يكونوا وزراء ركبوا السفينة وتركوا القاعدة والكوادر لاحتجاجاتهم دون جواب في حين تنصّل بعضهم من هذا التمشي على أمل فشل التجربة ثم الركوب على الحدث. وشدد السبسي على ان من يقول ان البعض يدفع لتوريث السلطة عبر فرضه كأمين عام، يسعى إلى عرقلة التمشي نحو المؤتمر مضيفاً انه لقطع الطريق أمام هذا الادعاء هو مؤتمر قاعدي وديمقراطي وليس ككل مرة التعيين والتنصيب.