اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية محمد جمور، في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الخميس 19 فيفري 2015، أن التدخل العسكري المصري في ليبيا يمكن أن يُشرّع لتدخّل أجنبي غربي فيها دون إذن حتّى من مجلس الامن الدولي، مؤكدا رفض الجبهة القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في الأراضي ليبيا. ودعا جمور، في هذا الإطار، الدولة المصرية لوقف تدخّلها العسكري الجوي على ليبيا الذي انطلق منذ فجر الاثنين الماضي، ردّا على مقتل 21 من مواطنيها على يد عناصر تنظيم "داعش" هناك، موضحا أن الأمر يتطلب، على الأقل، التشاور مع كل من تونس والجزائر، حتى لا يكون القرار فرديا في مسألة تهم هاتين الدولتين كما هي مهمة لمصر كدول جوار لليبيا، وفق تقديره. ورأى محدثنا أنه لا بد من معالجة الوضع الليبي سياسيا، والعمل على تتبّع خطوات مدروسة لتجفيف منابع الجماعات الارهابية هناك ومصادر تمويلها بهدف عزلها نهائيا عن الساحة السياسية، وهو ما لايمكن ان يتحقق بالتدخل العسكري، حسب تصوره. كما سيكون لهذا النوع من التدخل في التراب الليبي، حسب الناطق الرسمي باسم الوطد الموحد محمد جمور، تبعات سلبية على تونس سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني، حيث أوضح في هذا السياق قائلا: "التدخل العسكري في ليبيا سيضرّ أيّما ضرر بتونس.. وسيكون وقعه قويا على الاقتصاد من حيث التأثير على السياحة وإثقال كاهل الدولة بمزيد الأعباء عند هروب آلاف الليبيين إلى الأراضي التونسية، خوفا من القصف والموت والدمار، مثلما حدث إبان اندلاع الثورة سنة 2011، زد على ذلك مخاطر دخول الأسلحة وعناصر ارهابية جديدة...". واستدرك جمور بالقول: "لكن إن أصبحت تونس مهددة يصير من المشروع أن ترد الفعل.. لكن في نفس الوقت لا بد من تجنب الانجرار نحو هذا المستنقع"، مشددا على ضرورة عقد رئيس الحكومة لاجتماع، ولو مغلق، مع نواب الشعب لتداول الوضع في ليبيا ومصارحتهم بحقيقة الأوضاع الأمنية على المستووين الداخلي والخارجي لتونس. يُذكر أن الوطد الموحد دعا امس في بيان له إلى ضرورة عقد رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية لاجتماع بنواب مجلس نواب الشعب في أقرب الآجال، كما تجدر الإشارة إلى دعوة الجبهة الشعبية اليوم في بيان لها هي الاخرى، الحكومة لمصارحة الشعب التونسي بحقيقة الأوضاع الامنية للبلاد. من جهة أخرى، يُذكر أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أكد خلال لقاء صحفي امس، عقب اجتماع المجلس الوزاري الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية بصفة استثنائية على إثر العملية الارهابية التي شهدتها منطقة بولعابة، على رفض تونس للتدخل عسكريا في ليبيا.