دعا وزير الداخلية محمد الناجم الغرسلي، خلال ندوة صحفية عقدها صباح اليوم الخميس بمقر ثكنة بوشوشة، التونسيين إلى التضامن والوحدة باعتبار ان هناك عدواً واحداً وهو الإرهاب ولهذا لا بدّ من وضع جميع الخلافات جانباً للتصدي لهذا الآفة. وأوضح الغرسلي ان انعقاد هذه الندوة الصحفية بثكنة بوشوشة هو عبارة عن رسالة من وزارة الداخلية للإعلان عن النجاحات الأمنية التي حققتها وتحية للشهداء، كما أنها رسالة للإرهابيين مفادها بأن هذه الثكنة وبقية الوحدات الأمنية ستبقى درعاً للوطن، على حدّ تعبيره. وقدّم وزير الداخلية تسلسل عملية باردو الإرهابية التي انطلقت على الساعة 12 و6 دقائق يوم 18 مارس 2015 من خلال اقتحام عنصرين إرهابيين لمتحف باردو ومعهما سلاحي كلاشنكوف و4 مخازن وأحزمة ناسفة وقنابل يدوية، مبيناً ان هذا الهجوم أسفر عن مقتل 8 سياح في مرحلة أولى ثم 12 سائحاً. كما قام العديد من زوار المتحف بالاحتماء داخل مكاتبه وفضاءاته. وأضاف ان وحدات التدخل السريع وصلت في وقت قياسي ثم تواتر وصول الوحدات الأمنية الأخرى المخصصة لمكافحة الإرهاب مشيراً إلى انه وقع التنسيق مع المستشفيات والحماية المدنية لنقل المصابين. وأكد ان عملية إجلاء السياح تمت بالتزامن مع التدخل العملياتي الأمر الذي جنّب البلاد كارثة كبرى على غرار سيناريو احتجاز رهائن الذي وقع في عدة دول، كما انه حال دون تفجير الأحزمة الناسفة التي كانت تحتوي على مادة "SEMTEX" وهي مادة سريعة الانفجار ولها مفعول خطير، مضيفاً انه في حال انفجار هذه الأحزمة لتضاعف عدد الضحايا إلى جانب سقوط أجزاء من المتحف. وأشار إلى ان سرعة التدخل ساعدت في القضاء على الإرهابيين وساهمت في كشف الخيوط الأولى من معالم الجريمة مما مكّن من تحقيق نتائج على مستوى التحقيق والإيقافات. وفي هذا السياق، أفاد الغرسلي بأنه تمّ إيقاف 23 عنصراً من بينهم امرأة مورطين في هذه العملية موضحاً ان هذه الجماعة كانت مقسمة على الشكل التالي: - خلية رصد ودعم - خلية تخطيط - خلية تنفيذ - خلية تأمين انسحاب. وكشف وزير الداخلية ان هذه المجموعة كانت تخطط لعمليات نوعية تستهدف استقرار تونس بعد هجوم باردو مؤكداً انه تمّ إفشال هذه المخططات. وأوضح ان أغلب عناصر المجموعة المذكورة ينتمون إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور التي بايعت كتيبة عقبة بن نافع مفيداً بأن الإرهابي الجزائري خالد حمادي الشايب المكنى ب"لقمان أبو صخر" هو المخطط لعملية باردو. وشدد على انه تمّ إيقاف 80% من عناصر الخلية المذكورة إلى جانب القضاء على العنصرين اللذين نفذا العملية مشيراًُ إلى ان عنصرين من المجموعة عادوا من سوريا و3 آخرون (من بينهم منفذا العملية) عادوا من ليبيا ومبرزاً ان من بين الفارين الإرهابي ماهر القايدي ومغربيين اثنيين وجزائري. كما تمّ حجز وسائل فنية وعسكرية، وفقاً للمصدر نفسه.