يصل الوفد التونسي إلى مطار تونس – قرطاج اليلة في حدود الساعة الحادية عشرة بعد انتهاء رحلته الآسيوية التي تركت خيبة أمل كبرى لدى الكثيرين من متابعي النسور القرطاجية.. الروح الانتصارية ورفعة الأداء هي أكثر ما افتقدته الجماهير في عناصرنا الوطنية وزادت فلسفة البلجيكي جورج ليكانس العقيمة من آلامها خصوصا مع الصبغة الدفاعية الصرفة التي باتت تكسو أسلوب لعب المنتخب حتى أمام منافسين من أضعف الدرجات كما هو الحال مع المنتخب الصيني.. ليكانس واصل عزفه المنفرد مقدما تحليلات لا يراها إلا شخصه أما الجامعة فقد آثرت كالعادة حشر رأسها في الرمل غير عابئة بما يكتب وما يقال شعارها في ذلك "غدا سينسوننا".. مباراة الصين اختلفت عن مواجهة اليابان وذلك مرتبط بحجم المنتخبين إلا أن لقاء الأمس ترك عديد الملاحظات الهامة التي ارتأينا أن نعود إليها في هذه الأسطر.. خليفة وضربات الجزاء عجز صابر خليفة مرة أخرى عن تسجيل ضربة جزاء تتاح له حيث بعد أن أهدر فرصة تعديل النتيجة للنادي الإفريقي في مباراته الأخيرة أمام مستقبل المرسى من ركلة جزاء تصدى لها حارس القناوية عاد يوم أمس ليكرر نفس اللقطة بعد أن صد حارس المنتخب الصيني تسديدته قبل أن يوقف كرته من جديد في نفس اللقطة.. صابر لاعب مهم سواء للمنتخب أو لنادي باب الجديد والأكيد أنه له القدرة الكافية على تجاوز مخلفات إهداره لضربات الجزاء التي باتت تدير ظهرها إليها في الفترة الأخيرة.. بين بن حتيرة ومنصر لم يكن محمد علي منصر مؤهلا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا الأخيرة حيث وجهت إليه الدعوة كثالث لاعب في خطة صانع الألعاب بعد ياسين الشيخاوي وأنيس بن حتيرة.. وشاءت الصدف أن يغيب بن حتيرة بسبب الإصابة التي تعرض لها مع فريقه هيرتا برلين ليضمن مكانه تبعا لذلك ضمن الوفد التونسي الذي طار إلى غينيا الاستوائية.. منصر الذي لم يكن ضمن المعنيين بالمشاركة في النسخة 30 ل"الكان" استغل تعويضه لبن حتيرة فسجل هدفا في أول ظهور له وهو ما تكرر أمس أيضا حينما عوض نفس اللاعب وسجل هدف المنتخب الوحيد في مباراته ضد الصين.. بين بن حتيرة ومنصر ينطبق المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد" فدخول لاعب السي أس أس عوضا عن نجم هيرتا برلين أصبح يقوده إلى شباك المنافسين.. الحدادي يكسب الرهان حرم مسؤولو النادي الإفريقي الظهير الأيسر أسامة الحدادي في وقت سابق من الانتماء إلى المنتخب بسبب إشكال يتعلق بتجديد عقده قبل أن تتاح له الفرصة في الرحلة الآسيوية ليكون ضمن المجموعة.. "نينو" لم يدع الفرصة تمر ليؤكد حسن استعداده في أول ظهور دولي له حيث أمن جهته الدفاعية بشكل جيّد مع تعزيز مستمر للخط الأمامي.. ظهير نادي باب الجديد كان وراء هدف المنتخب الوحيد بعد أن منح من توزيعة متقنة زميله منصر فرصة التسجيل وهو معطى قد يثبّته في حسابات البلجيكي جورج ليكانس إلى جانب علي معلول في قادم المواعيد.. إصابات بالجملة خسر المنتخب في لقاء الأمس ستة لاعبين بداعي الإصابة وهم أنيس بن حتيرة الذي ترك مكانه لمحمد علي منصر وشمس الدين الذوادي الذي عوضه صيام بن يوسف وماهر الحناشي الذي دخل حمزة المثلوثي كمعوض له بالإضافة إلى أيمن عبد النور الذي بدأ المقابلة مصابا وغادرها تاركا مكانه لمحمد علي اليعقوبي.. في نهاية اللقاء أجرى الناخب الوطني تغييرين إضافيين شملا الفرجاني ساسي (محمد العربي) وطه ياسين الخنيسي (أمير العمراني) فيما تعرض فاروق بن مصطفى بدوره لإصابة خفيفة لكنها لم تحرمه من مواصلة اللقاء.. كثرة الإصابات في صفوف اللاعبين يعود سببه للإرهاق الكبير الذي عانى منه اللاعبين في الرحلة الآسيوية الأخيرة حيث قضى الوفد التونسي 31 ساعة في الجو بين عدة مطارات.. الجامعة بحثت عن بضعة ملايين فتسبب ذلك في عدة إصابات قد تحد من جاهزية لاعبينا مع نواديهم حال عودتهم في الساعات القادمة وهو ما لا نعتقد أن أهل القرار قد يهمهم.. تأجيل الحكم على الجدد باستثناء أسامة الحدادي لم يقدم الوافدون الجدد على المنتخب مستوى فنيا يستحق الوقوف عنده وهنا الحديث عن محمد قويدة لاعب هامبورغ الألماني ومحمد وائل العربي غازلاك أجاكسيو الفرنسي.. أشرف كرير حارس الترجي الجرجيسي لم يحظ بفرصة اللعب في المباراتين حتى لدقيقة واحدة وهو ما نستغربه من البلجيكي خصوصا في مباراة الأمس أمام الصين وهي فرصة مثلى كانت ستمنحه الكثير على الصعيد المعنوي.. وفي السياق ذاته لم تسمح الرحلة الآسيوية بالوقوف عند خصال مهاجم لانس الفرنسي يوهان توزغار الذي وجهت إليه الدعوة دون أن يسجل حضوره وهو نفس الأمر بالنسبة لحاتم البجاوي الذي حرمته الإصابة من التواجد مع النسور.. وتبعا لذلك قد يكون من المجحف تسليط بعض الأحكام على العناصر الوافدة حديثا على المنتخب في انتظار مواعيد أخرى قد توفر المجال للحديث عن جدوى تواجدهم من عدمه..