يشكل التدخل العسكري في ليبيا أحد الحلول المطروحة بقوة، خاصة من الجانب الإيطالي الذي يخشى من تمدد الإرهاب إليه عبر هذه البلد العربي الذي تنشط فيه عدة جماعات إرهابية من بينها داعش، مستغلة الفوضى السياسية القائمة وانتشار السلاح. وانطلقت أمس الأربعاء في العاصمة الإيطالية روما، أعمال الاجتماع الوزاري الثلاثي بين إيطاليا ومصر والجزائر لبحث الملف الليبي، على وقع عودة إيطاليا إلى التلويح من جديد بإمكانية التدخل العسكري لدرء خطر الإرهاب الذي استوطن في ليبيا. ويُشارك في أعمال هذا الاجتماع وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتليوني، ونظيره المصري سامح شكري، ووزير الشؤون المغربية والأفريقية الجزائري عبدالقادر مساهل. وبحسب وزارة الخارجية الايطالية، فإن هذا الاجتماع الذي كان من المقرر عقده يوم 18 مارس الماضي، غير أنه تقرر تأجيله بسبب ارتباطات وزير الخارجية المصري سامح شكري، ستجري أعماله بمقر مراسم رئاسة الحكومة الإيطالية "فيلا ماداما". وسيركز المشاركون في هذا الاجتماع على بحث مستجدات الأزمة الليبية وسبل التصدي للإرهاب في شمال أفريقيا، وتنسيق المواقف بين الدول الثلاث فيما يخص تلك التطورات. وكان وزير الخارجية الإيطالي قد استبق هذا الاجتماع بالتلويح بخيار التدخل العسكري في ليبيا، حيث قال في تصريحات نشرتها صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية أول أمس إن بلاده "جزء من التحالف العسكري المناهض لتنظيم ‘داعش'، وبالتالي، فإن اللجوء إلى الخيار العسكري لمكافحة الإرهاب في ليبيا مطروح". وأضاف أن هناك حقيقة تتمثل في أن مكافحة الإرهاب تنطوي بشكل حتمي على استخدام السلاح في ليبيا، و أن المجموعات الإرهابية "ينبغي التعامل معها على المستوى العسكري". وتابع جنتليوني قائلا إن "الخيار العسكري يبقى مطروحا، ذلك أن إيطاليا جزء من التحالف العسكري المناهض لتنظيم ‘داعش'، ويمكن في المستقبل الأخذ في الاعتبار إمكانية المساهمة في مكافحة الإرهاب في ليبيا". وقبل بدء اجتماع روما الثلاثي، أكد وزير الخارجية المصري أمس أن اجتماع روما سيبحث "دعم الشرعية في ليبيا ومجلس النواب والحكومة والجيش الشرعى في ليبيا في جهوده لإعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب"، فيما اعتبر الوزير الجزائري أن بلاده وإيطاليا "عازمتان على تعزيز مكافحة التهديد الإرهابي لاسيما ذلك الذي يخيم على ليبيا". وأشار إلى أن "استقرار ليبيا يعد عنصرا أساسيا بالنسبة لاستقرار دول الجوار ودول الساحل، وأبعد من ذلك نحو المتوسط”، مضيفا أن “الجزائر وإيطاليا تعملان معا من أجل حل أزمة هذا البلد"، مع احترام إرادة الليبيين. المصدر: صحيفة العرب اللندنية الصادرة اليوم الخميس 09 أفريل 2015