قال وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش، خلال جلسة عامة لمجلس نواب الشعب، أمس الثلاثاء 19 ماي 2015، مخصصة للإجابة عن سؤال نيابي حول ملف اختطاف الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا، "همنا الوصول الى الحقيقة"، قبل أن يضيف "إلى حد اليوم لدينا أخبار تؤكد بأن الصحفيين على قيد الحياة". وتابع الوزير يقول "لا نصرح إلا بما يجب التصريح به، لأن ذلك قد يهدد حياة الصحفيين" المختفيين منذ سبتمبر الماضي، معبرا في نفس الوقت عن الأمل في التوصل الى كشف حقيقة اختفاء الشورابي والقطاري في ليبيا منذ 8 أشهر، قبل نهاية شهر ماي الجاري. وشدد البكوش على أن السلطات التونسية لا يمكنها أن تأخذ اعترافات المتهمين الموقوفين مؤخرا في ليبيا على أنها « حقيقة دون إقامة الدليل"، مؤكدا أن السلطات التونسية تحتفظ بحقها في المتابعة والوصول الى الحقيقة. وتعهد في إجابته على السؤال النيابي، بمواصلة الاتصالات مع أطراف ليبية وأجنبية على أمل الوصول الى كشف حقيقة اختفاء الشورابي والقطاري، "مهما كانت"، قبل نهاية شهر ماي الجاري"، معتبرا أنه "ليس من السهل القول بأن الديلوماسية التونسية قد فشلت في التعامل مع هذا الملف، أو أن الدولة التونسية قد أهينت". وفي تعليقه على اعترافات المتهمين اللذين صرحا لجهات أمنية وقضائية ليبية بأنهما شهدا عملية قتل الصحفيين التونسيين، قال الطيب البكوش "نحن لا نأخذ الحقيقة من شهود"، وصفهم بال"دواعش"، مشيرا إلى الصعوبات التي لقيها قاضي التحقيق التونسي الذي تحول إلى هناك للاستماع إلى هذه الشهادات. من جهة أخرى، صرح وزير الشؤون الخارجية، بأن "تونس قد ترفع الأمر إلى محكمة الجنايات الدولية، متى عجز القضاء الليبي عن حل خيوط هذه الجريمة"، معتبرا أن إقدام سلطات حكومة شرق ليبيا على المسارعة بنشر الأخبار والاعترافات الخاصة بمقتل الصحفيين التونسيين دون سابق إعلام، هو أمر "لم يصدر بصفة عفوية"، بل صدر، وفق تقديره، "لأن تونس رفعت القضية إلى المستوى الدولي". واستعرض البكوش في مداخلته مختلف المراحل والتطورات التي حفت باختفاء الصحفيين منذ يوم 4 سبتمبر 2014، مؤكدا أن "التباطؤ و"التأخير" في متابعة قضية الاختطاف من قبل المختصين في جرائم الإرهاب، أو الجهات القضائية، أو الوكالة الفنية للاتصالات "عتم كثيرا على حقيقة اختفاء الشورابي والقطاري". من جهة أخرى، كشف البكوش عن وجود استعداد حقيقي من قبل عدة أطراف أجنبية داخل ليبيا للمساعدة في حل ملف الصحفيين، والكشف عن حقيقة اختفائهما، "شريطة أن تكون المعلومات المقدمة آمنة، وألا يقع تسريبها"، مؤكدا أن وزارة الخارجية "قامت بتكثيف اتصالاتها في صمت"، وهي اتصالات، قال إنها "أثمرت أخبارا متناقضة، بعضها مرعب، وبعضها الآخر يبعث على التفاؤل". ولفت الوزير في مداخلته إلى صعوبة التعامل مع حكومتين في ليبيا. وقال "نحن نتعامل مع سلطة ما تتحكم في منطقة جغرافية في ليبيا الأولى في المنطقة الغربية، والثانية في المنطقة الشرقية، وهذا الطرف له مسؤولية ما في احتجاز الصحفيين"، حسب تقديره.