نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس خلال الأسبوع الفارط في سلسلة من القضايا الارهابية، المتهمون فيها شبان يافعون في العقد الثالث من العمر وجهت لهم تهم تتعلق بقانون الارهاب وهي الانضمام إلى تنظيم ارهابي واستعمال اسم ورمز قصد التعريف بنظيم ارهابيوبأعضائه ونشاطه والانضمام خارج تراب الجمهورية إلى مثل ذلك التنظيم وتلقي تدريبات عسكرية بقصد ارتكاب جرائم ارهابية. المتهم الاول، حسب ما ورد في صحيفة الصباح الأسبوعي الصادرة اليوم الاثنين 01 جوان 2015، طالب جامعي تمت إحالته بحالة إيقاف في حين تمت إحالة آخر بحالة فرار، وذكر صلب استنطاقه لدى الباحث المناب أنه تحول إلى سوريا وانضم إلى ما يعرف بتنظيم الدولة "داعش" وبايع أميره الذي كلفه بمهمة مسعف وكان ينتقل بين منطقتي "قالمون" و"حريتان" بين سورياوتركيا وبين سوريا ولبنان. وأضاف أنه بينما كان يؤدي مهمته اندلعت معركة بين الجيش الحر المعترف به والآخر غير المعترف به وأصيب خلالها برصاصتين فتم نقله إلى مستشفى على الحدود السورية اللبنانية حيث قامت المخابرات اللبنانية وحزب الله بالتحقيق معه كما التقى السفير التونسي الذي عرض عليه العودة إلى تونس فرحب بذلك. وبوصوله يوم 28 مارس 2014 إلى مطار تونسقرطاج الدولي تم إيقافه على ذمة هذه القضية، ولكن باستنطاقه لدى قاضي التحقيق أنكر التهمة المنسوبة إليه ونفى مبايعته لزعيم "داعش" وأكد أنه كان يقوم بأعمال إغاثة نافيا الانضمام إلى تنظيم الدولة او جبهة النصرة، وأشار إلى انه كان يعمل تحت لواء جمعية خيرية سورية. وإثر المفاوضة بين المحامي والمحكمة قررت الأخيرة عدم سماع الدعوى في حق المتهم. وأحضر خلال الجلسة متهم ثان سافر بتاريخ 16 نوفمبر 2013 إلى سوريا عبر التراب الجزائري وانضم إلى كتيبة أحرار الشام حيث تلقى تدريبات عسكرية على كيفية استعمال سلاح الكلاشينكوف وأكد حصول مواجهات بين الكتيبة التي انضم إليها وتنظيم "داعش" تم خلالها تبادل إطلاق نار وقتل أشخاص، وقد تمكن خلال شهر جانفي 2014 من العودة إلى تونس بعد ان سمح له المسؤول عن جماعة "داعش" بذلك. ولاحظ المتهم المذكور أن الجماعات المتقاتلة في سوريا تهاجم بعضها البعض، مؤكدا أنه تم تدريبه على استعمال السلاح ولكنه لم يقم بأعمال ارهابية أو ينظم إلى "داعش"، وشدد على أنه تحول إلى سوريا بنية ما وصفه ب"الجهاد" و"نصرة المسلمين"، وكانت مهمته حراسة المخيمات ومساعدة الشعب السوري قبل ان يلتحق بكتيبة "أحرار الشام" وينضم لتنظيم "داعش" غصبا، وفق تعبيره. وباستنطاقه داخل جلسة المحاكمة، أكد المتهم أن ذهابه إلى سوريا كان "لنصرة المسلمين" لا غير، كاشفا ان نائبا من المجلس الوطني التأسيسي هو الذي كانينظّر ل"الجهاد" وشجعه كلامه على السفر لبلوغ ذلك. المتهم الثالث هو الآخر طالب جامعي تحصل على الإجازة، أفاد صلب استنطاقه لدى الباحث المناب بأنه تعرّف سنة 2012 على شخص يدعى "أبوشهب" كان يجلب العطورات ومواد التجميل إلى تونس فشجعه على التحول معه ل"الجهاد" في سوريا فقاما خلال شهر جانفي 2013 بالتحول إلى هناك عبر تركيا حيث وجدا شخصا يدعى "أبوعبيد" بانتظارهما لإدخلهما إلى سوريا. وكانت مهمة هذا المتهم المساهمة في توزيع الإعانات على الللاجئين وتسجيل كميات القمح الواردة على المطاحن بمخيم اللاجئين، حسب اعترافاته، كما اضاف أنه تلقى تدريبات عسكرية على كيفية استعمال "الكلاشينكوف" وبقي هناك لمدة ستة أشهر ثم قرر العودة إلى تونس. وقد تحول إلى ليبيا قبل ذلك ثم غلى البلاد عبر معبر الذهيبة. ولدى قاضي التحقيق أكد المتهم ان اعترافاته الأولية انتزعت منه تحت الضغط ونفى استعمال السلاح وأكد أنه كان بحوزته فقط للدفاع عن نفسه ضد السرقة أو غيرها، ولاحظ انه انضم إلى الجيش الحر السوري وتم تزويده بحاسوب يستعمله لعمليات جرد المؤونة نافيا انضمامه لأي تنظيم ارهابي. أما المتهم الرابع فعاد غلى تونس بتاريخ 8 فيفري 2014، وذكر لدى استنطاقه لدى الباحث المناب أنه ربطته علاقة صداقة بشخص من جهة حي التضامن عرض عليه التحول معه غلى سوريا بدعوى "الجهاد" فغادرا سويا خلال شهر نوفمبر 2013 بعد أن اتصل مرافقه بشخص يدعى "أبوياسين" تكفل بمصاريفهما حال وصولهما للمدينة الصناعية بسوريا. وذكر المتهم أنه انضم إلى كتيبة "لواء التوحيد" التي وعدتهما بتزويجهما من سوريات وتمكينهما من مبلغ 200 دولار، وأكد أنه تدرب على استعمال السلاح لمدة ثلاثة أيام فقط، نافيا اشتراكه في المعارك، كما أفاد بأنه شهد على اندلاع اشتباكات بين الكتيبة المذكورة والجيش الحر حول السيطرة على المنطقة الصناعية وكذلك اشتباكات مع "داعش" خلفت أسرى وقتلى. ولاحظ أن تونسيا حاول الفرار فقام أحد أعضاء الجيش الحر بذبحه. وغثر المفاوضة بين محاميه والمحكمة قضت الاخيرة بسجنه لمدة 10 سنوات.