منذر زرق، شاب تونسي أصيل منطقة المزونة من ولاية سيدي بوزيد ،حامل لشهادة عليا خريج المعهد العالي للرياضة والتربية البدينة بقفصة دفعة 2011، أجبرته الظروف على الاشتغال كعامل يومي في حضائر البناء في القنطاوي،ينهي يوميا عمله على الساعة الثانية بعد الزوال، وقد اعتاد اتخاذ طريق مختصرة وسط الغابات، ويمر في طريقه اليومي بسور يضطر جميع قاصدي هذا الطريق إلى المرور به. يوم الجمعة 27 جوان 2015 لم يكن كغيره من الأيام، فبينما كان في طريقه المعتاد رصدته طائرة الاستطلاع التي كانت تحوم في المنطقة إثر الهجوم الإرهابي ليتم اعتقاله مباشرة على يد أعوان الحرس الوطني ،وأهانه المارة ضربا وركلا وعضّا أمام أعين الأمن . وبعد اقتياده إلى مركز الأمن والتأكد من براءته تم إخلاء سبيله في حدود الساعة العاشرة ليلا أي بعد 8 ساعات من إيقافه. و من اجل رد الاعتبار له وفق ما أوردته وزارة الشباب والرياضة على صفحتها الرسمية على الفايسبوك فقد استقبل الوزير ماهر بن ضياء صباح اليوم الخميس بمقر الوزارة ، منذر زرق واستمع إليه بحيث تعرّف على وضعيته الاجتماعية الصعبة للغاية، ناقلا له اهتمام رئيس الحكومة بموضوعه والاعتذار له عن ردود الأفعال المتسرعة لعدد من المواطنين بعد حادثة سوسة نتيجة حالات الارتباك والذهول والصدمة جرّاء العمل الإرهابي الشنيع. وحرصا على رد الاعتبار لمنذر رزق وعائلته المتكونة من زوجة متخرّجة "اختصاص فرنسية" وعاطلة هي الأخرى عن العمل وطفل، أذن ماهر بن ضياء بانتدابه كمتعاقد في خطة مؤطر بمركز ألعاب القوى بسيدي بوزيد، مسقط رأسه، وذلك بطلب من المعني بالأمر، هربا من الصورة القاتمة التي رسخت في ذهنه ولتجاوز حالته النفسية الصعبة.