صرّح أحد المتهمين في قضية إرهابية منشورة لدى الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس أنه التزم دينياً وانضم إلى ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور منذ سنة 2012 بعد أن تمّ استقطابه من طرف عناصر تنتمي إلى هذا التنظيم من بينهم مقتصد بمعهد ثانوي بجهة حفوز من ولاية القيروان وبعض العناصر المتواجدة بسوريا. وأفاد هذا المتهم الموقوف، وفق صحيفة الصباح الصادرة اليوم الأحد 2 أوت 2015، أنه أصبح بعد ذلك يحضر الخيمات الدعوية التي كان يحضرها أيضاً سيف الدين الرايس الناطق الرسمي السابق باسم التنظيم رفقة لاعب كرة سابق (حسب تصريحاته)، بالإضافة إلى بعض الشيوخ من تونس والسعودية حيث كانت تتمّ الدعوة إلى قتل الأعوان "لأنهم يساعدون الحاكم على الظلم.. والعون الذي يحمل الزي هو عدو لهم"، وفق ما جاء في اعترافاته. وأضاف المتهم أنه يملك سيارة يستغلّها في نقل الأشخاص مقابل بعض المال مشيراً إلى انه تعرّف على "راقي شرعي" حتى توطدت العلاقة بينهما، وبعد أسبوع اتصل به من مدينة سيدي بوزيد وضرب له موعداً أمام معهد ثانوي بالجهة، وبوصوله إلى المكان المحدد قدم إليه "الراقي" المذكور رفقة ثلاثة شبان واصطحبوه إلى محل أحد الأشخاص. المتهم أكد في اعترافاته ان هذا الشخص أخرج لهم كيسين وضعهما أحدهم في الصندوق الخلفي للسيارة وفي الطريق أخبره أحدهم أن الكيسين يحتويان على أسحلة من بينها بندقية قنص سيتمّ نقلها إلى مدينة القيروان، كما تمّ إعلامه أن تلك الأسلحة يتمّ تهريبها عبر الحدود التونسية الليبية. وأشار إلى انه تمّ التخطيط لنقل تلك الأسلحة إلى منزل سيف الدين الرايس غير أنه اعترضهم في الطريق وكان على متن سيارة برفقة شخصين وقاموا بتسليم شحنة الأسلحة له فوضعها في سيارة، مضيفاً انه أوصل ثلاث شحنات من الأسلحة تضمّ مسدسات ورشاشات "كلاشينكوف" لعناصر دينية متطرفة على متن سيارته مقابل مبالغ مالية. وأكد المتهم أنه عنصر ينتمي إلى ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور ويساندهم في أفكارهم وفي إيصال الأسلحة نصرة لهم ولتركيز "الإمارة الإسلامية" على حدّ تعبيره، مبيناً أنه التقى بسيف الدين الرايس وسلّمه شحنة أسلمة في مناسبة أولى على مقربة من أحد المصانع وفي مناسبة ثانية على مقربة من محلّ سكناه. وأضاف أنه أوصل الأسلحة في مناسبة أخرى حيث اتصل به أحد العناصر وطلب لقاءه فالتقى به عند صلاة المغرب بأحد المساجد، فأخبره بضرورة الذهاب إلى مدينة القيروان للقاء عنصر آخر وبتحولهما إلى المكان المذكور كان الشخص المعني في انتظارهما رفقة عنصر ثان على متن دراجة نارية نوع "فيسبا" فقاما بإنزال كيس على أربعة مسدسات وثلاثة أسلحة "كلاشينكوف" ومبلغ مالي. وبمثول المتهم أمام قاضي التحقيق تراجع عن كلّ التصريحات التي أدلى بها لدى المباحث ونفى تسلّمه أسلحة من سيف الدين الرايس كما نفى انضمام لاعب كرة قدم إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور، كما نفى اللاعب بدوره ما نسب إليه.