اعتبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، في كلمة متلفزة بثت مساء اليوم الأحد 29 نوفمبر 2015، ان العملية الإرهابية التي جدّت بشارع محمد الخامس بالعاصمة يوم الثلاثاء الفارط هي رسالة واضحة من الإرهابيين مفادها قدرتهم على ضرب الدولة في أعلى مستوياتها مستدركاً بالقول "الله سيسفّه أحلامهم فالدولة قائمة منذ 3000 سنة ولا تزال قائمة بنسائها ورجالها". وبيّن السبسي ان الوحدات الأمنية والعسكرية دخلت مرحلة جديدة من خلال الضربات الاستباقية التي أفشلت عدة محاولات لعمليات إرهابية مؤكداً ضرورة توفير كلّ الإمكانيات اللازمة لكسب المعركة ضدّ الإرهاب ووضع خطط مع الدول الصديقة والشقيقة مفيداً في هذا السياق بأنه سيتمّ خلال الفترة القادمة توفير جميع الإمكانيات الضرورية لكسب هذه المعركة، على حدّ تعبيره. كما شدد على ضرورة ان يكون الشعب ملتفاً على بعضه البعض مضيفاً ان الوحدة الوطنية هي تماسك الشعب. وأبرز رئيس الجمهورية في هذا الإطار أهمية تحقيق السلم الاجتماعي لخلق المناخ الملائم لتماسك الشعب وكسب المعركة ضدّ الإرهاب مبيناً ان الوضع كان ولا يزال صعباً ولا بدّ من جلب استثمارات أجنبية وداخلية لتحسينه وان ذلك لن يتمّ إلا عبر إيجاد المناخ الملائم الذي من شروطه توفر السلم الاجتماعي. وذكّر بالاتفاق بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل مؤكداً ضرورة التوصل إلى اتفاق بين اتحاد الشغل والقطاع الخاص في إشارة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وقال إنه من غير المعقول ان لا يتوصّل أطراف من الرباعي الراعي للحوار والمتحصّل على جائزة نوبل إلى اتفاق فيما بينهم حول مشكلة تبدو بسيطة. وأشاد السبسي بقرار اتحاد الشغل تأخير إضراباته المقررة ليوم 25 نوفمبر الجاري إثر العملية الإرهابية الأخيرة معتبراً في الآن ذاته ان هذه الإضرابات ما كانت يجب ان تقع نظراً للوضع الصعب. وشدد على ضرورة ان تتوصّل المنظمة الشغيلة ومنظمة الأعراف إلى اتفاق قبل 10 ديسمبر 2015 موعد تسلّمهم جائزة نوبل.