"ذرف الدّمع وهو يعلن إفتتاح المهرجان و بكى أيضا في الختام"، هذا ما حدث للشّاعر التونسي مبروك السّياري منسّق المهرجان الدّولي للشعر في دورته الأولى... هي ربّما صورة تلخّص الحدث الثّقافي الكبير الذي شهدته مدينة بنقردان طيلة أيام 20 و 21 و 22، والتي إستضافت فيه عديد الشّعراء من تونس إلى جانب بعض المبدعين العرب من ليبيا وفلسطينوالجزائر وكذلك شاعران من إيطاليا. وهو ما يثبت جيّدا بحث المشرفين على التّظاهرة على إبراز الجانب الدّولي للمهرجان . وطيلة هذه الأيّام التي إحتضنها فضاء دار الشّباب و كذلك فضاء دار الثّقافة بالجهة، كان الإبداع حاضرا من خلال القصائد التي إستمتع بها الجمهور الحاضر والسّهرات الرّائقة التي راوحت بين الموسيقى و الشّعر والإبتسامة التي لم تغب أبدا عن الشّفاه خلال أيّام التّظاهرة. والحقيقة فإن الجميع يعرف حبّ أهالي بنقردان للشّعر وهو ما جعل الفضاءات المحتضنة للفعاليّات تشهد إكتظاظا، وخاصّة أثناء حفل الإفتتاح إذ غصّت قاعة النّدوات بجمهور متعطّش للشّعر إستمتع بقصائد مختلفة الإيقاع و المضامين. و من بين الوجوه الشّعرية الحاضرة نذكر سفيان رجب وجمال الجّلاصي و محمد عمار شعابنية وجمال قصودة وآسيا الشارني وشادية القاسمي. أمّا من ليبيا فقد حضر الإعلامي والشاعر مصطفى حمودة ومن الجزائر مصطفى صوالح محمد وكذلك الأزهر محمودي، أمّا عن فلسطين فقد حضر محمود النّجار، بالإضافة إلى شعراء إيطاليا جون بروسشيلي ولوانا ترومبيو و شعراء آخرين توافدوا على بنقردان ليحتفلوا مع تونس بهذا المولود الثّقافي الجديد. و من خلال تواجدنا خلال كامل أيام التظاهرة لمسنا حرصا على التّألق من طرف المنظمين للمهرجان وأوّلهم شاعر البلدة مبروك السياري وثلة من العاملين في القطاع الثقافي كأمجد الجريء و علي المنصوريو ضو الحداد و كلّ هؤلاء أكّدوا على الدّور الكبير الذي لعبه مدير دار الشباب ضو بوسعيدة و نظيره على رأس دار الثّقافة جلال عبدالكبير الذان تميّزا بمساندتهما للمهرجان. هذا و قد عاشت بنقردان أيّاما جميلة على وقع المهرجان من ذلك السّهرات الرّائقة والتي بثّت إحداها إذاعة تونس الثّقافية، كما حضرت الموسيقى من خلال ابن الجهة الفنان صابر المحضي الذي أمتع الشعراء بموسيقى أصيلة و جميلة. وقد تحدثّنا لكلّ الضيوف من الشّعراء و الإعلاميين و أحبأء الشعر الذين أشادوا بجودة الإختيارات و حسن التنظيم و رفعة المستوى. كما أكّد أغلبهم على تميّز الأستاذ الشاعر مبروك السّياري الذي كان الأكثر حرصا على أن يرى هذا المولود الثّقافي الدولي النّور بعد أتعاب كبيرة وهو ما يثبت فعلا أنّ أحلام الشعراء لا تموت أبدا و أنّ دموع أصحاب الكلمة تسقط على الأرض فترويها لتنبت شعرا و إبداعا..