انتقد رئيس مجلس شورى حركة النهضة في حوار أجراه مع قناة الميادين وبثّ مساء اليوم السبت 18 جوان 2016، شروط الجبهة الشعبية للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية،قائلا إنّ من يواصل منطق الاقصاء هو يقصي نفسه. وأضاف الهاروني أنّ الجبهة الشعبية اشترطت بعيد انتخابات 2014 وعند تشكيل الحكومة خروج النهضة لكنّ هذه الاخيرة بقيت وقد عزلت بذلك الجبهة نفسها. وقال القيادي في النهضة إنّ من يعمل على عزل النهضة هو بصدد عزل نفسه،معتبرا أنّ موقف الجبهة الشعبية هذا يعزى إلى أبعاد سياسية وأيضا أيديولوجية وهو ما سيعقّد وضعية الجبهة الشعبية في حين أنّه لن يؤثر على حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة. على صعيد آخر،اعتبر الهاروني أنّ حركة النهضة ما قبل مؤتمرها العاشر لن تكون هي نفسها ما بعده ونفس الشيء ينسحب على تونس، بحسب قوله. وشدد الهاروني على أنّ حزبه أضحى أكثر وضوحا في اختياراته ووحدته الداخلية بعد أن كان التنظيم في بداياته شموليا مضيفا أن الحزب اتجه الآن نحو التخصص في العمل السياسي من خلال إعداد البرامج والمشاركة في الحكم لخدمة الشأن العام والمشاركة في الانتخابات. وقال الهاروني إنه لا مجال للخلط بين الحزب والدولة وكذلك بين الحزبي والجمعياتي،مؤكدا أنّه بعد استكمال انتخاب مؤسسات الحزب والهيكلة الداخلية لا يمكن أن يكون هناك أيّ إمام في القيادة التنفيذية أو السياسية. وشدّد رئيس شورى النهضة على أنّه سيتم خلال هذه الصائفة تجديد الهياكل المحلية والجهوية ونظيرتها التي هي في الخارج ،موضحا أنه سيتم البدء في الاختصاص بطريقة طبيعية لخدمة المشروع من مواقع مختلفة سياسية ودعويا وثقافيا واجتماعيا. وتابع الهاروني قوله" النهضة ستكون حزبا بمقاييس عالمية ولكنه وطني ومدني ديمقراطي ملتزما بالهوية العربية والاسلام،فضلا عن بعث أكاديمية لتخريج قيادات لقيادة الحركة ومركز للدراسات". وأضاف أنّ مجلس الشورى هو مؤسسة قوية ستراقب عمل رئيس الحركة راشد الغنوشي في اطار التوافق والتوازن واحترام القوانين الداخلية،نافيا أن يكون حزبه قد تحوّل إلى حزب علماني. وشدّد على أنّ النهضة هي حزب تونسي أصيل رغم مرجعيتها الاسلامية مستشهدا بالمثل الشعبي "كلّ بلاد وأرطالها"،مؤكدا أنّه لا علاقة لها بالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين.