قال علماء أمريكيون إن الأرض تعرضت في مقتبل تاريخها لل«قصف» بالنيازك مدة أطول بكثير عما يعتقده العلماء حتى الآن. وقال ويليام بوتك، من معهد ساوث ويست ريسيرش، «إس دابليو آر أي»، في مدينة بولدر، بولاية كولورادو الأمريكية، إن الباحثين استندوا في تحليلهم إلى بقايا جيولوجية ناتجة عن اصطدام النيازك بالأرض قبل مليارات السنين مما يعني حسب العلماء في مجلة نيتشر اليوم الأربعاء، أن الأرض تعرضت لسقوط النيازك مدة أطول بنحو ملياري سنة عما يعتقد حتى الآن. وحلل العلماء خلال الدراسة طبقات من كرات صخرية مستديرة بحجم حبات الرمال تكونت من المادة المنصهرة للنيازك في أعقاب سقوطها على الأرض وتراكمت بسمك مليمتر إلى سنتمتر للحبة الواحدة. وأشار الباحثون إلى أن 12 طبقة على الأقل من هذه الرمال معروفة للعلماء وأن جميعها يعود لفترة ما قبل (7.1) إلى (5.3) مليار سنة، وتدل هذه الطبقات على حقبة كثيفة متأخرة لسقوط النيازك على الأرض ولكن مصدرها كان يمثل لغزًا لوقت طويل، وذلك على الرغم من أن هذه الطبقات تحتوي على الكثير من المواد من خارج الأرض لدرجة يستبعد معها أن يكون لها مصدر آخر كالبراكين على سبيل المثال، حسبما أوضح بوتك في بيان عن المعهد. ونشأ كوكب الأرض قبل نحو (6.4) مليار سنة حسب تقديرات العلماء من سديم النظام الشمسي. ويفترض أفضل نموذج افتراضي لسقوط النيازك على الأرض أن هذا السقوط حدث قبل 1.4 إلى 8.3 مليار سنة ثم تراجعت كثافته. أما التحليلات التي قام بها بوتك وزملاؤه فتذهب إلى أن السقوط المكثف للينازك فيما يعرف بالعصر السحيق استمر إلى نحو 8.1 مليار سنة قبل عصرنا هذا. وهناك أدلة على أنه كان هناك في ذلك الوقت العديد من أنواع البكتريا على الأرض منها بكتريا منتجة للأكسجين، وبذلك تكونت أكبر وأضخم حفر ناشئة عن سقوط نيازك على الأرض وهي حفرة فريدفورت في جنوب أفريقيا، والتي تتراوح مساحتها بين 180 إلى 300 كيلومتر ويقدر عمرها بنحو ملياري سنة وحفرة «سادباري» في كندا بمساحة 250 كيلومترًا، وعمر (85.1) مليار سنة، وهي الحفر التي يعتبرها العلماء من آخر الحفر التي نتجت عن السقوط الكثيف للنيازك العملاقة على الأرض قبل أن يهدأ الحال نسبيا. ويعتقد العلماء أن الأرض لم تتعرض خلال ال500 مليون سنة الماضية إلا لنيزك شيكسولوب الذي يعتقد أنه تسبب في محو الديناصورات من على الأرض قبل نحو 65 مليون سنة وهو النيزك الذي خلف طبقة من صخور رملية بسمك مشابه لسمك النيازك التي ضربت الأرض في العصر السحيق. ولم يستبعد الباحثون أن تكون النيازك التي سقطت على الأرض بشكل كثيف في العصر السحيق نتيجة حزام داخلي من النيازك بين كوكب المريخ وكوكب المشترى والذي لم يعد له وجود الآن. ويعتقد الباحثون أن سقوط هذه النيازك على الأرض تسبب في ارتطام هائل بلغ 500 ضعف قوة الارتطام الذي تسبب فيه النيزك الذي قتل الديناصورات قبل نحو 65 مليون سنة.