هيئة 18 أكتوبر هو تحالف سياسي أسسه أحزاب وشخصيات من اتجاهات اصلاحية وعلمانية واسلامية ضد الدكتاتورية سنة 2005 بعيدا عن الاستقطاب الثنائي الذي كان يتمثل في شق الاسلاميين وشق الحداثيين. وفي هذا الخصوص أصدرت الترويكا بيانا تعلن فيه التزامها الكامل بجبهة 18 اكتوبر وتمسكها باسس الجمهورية المدنية و مبدأ التداول السلمي على السلطة والمحافظة على المكاسب التي تحققت منذ الاستقلال خاصة منها مجلة الاحوال الشخصية، وأكد احزاب الائتلاف الثلاثة على مبدا التسريع في الانتخابات واعتبرته أولوية أساسية في المرحلة القادمة للخروج من حالة الانتقال الراهنة نحو وضع الاستقرار والاتفاق حول نظام مزدوج ينتخب فيه رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب ضمن التوازن بين السلط،. ومن جهته اكد العضو القيادي في حزب العمال عبد المؤمن بالعانس في تصريح لراديو كلمة أن النقاشات التي حدثت في اكتوبر 2005 مهدت الطريق لاطاحة حكم بن علي حيث توحدت جميع الاطياف على الحد الادنى للحريات كما تمكنت من تجاوز الصراعات لتحل مكانها اولويات الشعب الاجتماعية والوطنية والاقتصادية، واضاف السيد عبد المؤمن بالعانس أن تونس اليوم بلغت الحد الادنى من الحريات الذي يجب المحافظة عليها وتطويرها مشيرا الى أن موقف الترويكا فيه بعض من المغالطة حيث وقع التراجع على بعض المبادئ كالمساواة بين المراة والرجل على حد تعبيره . وفي نفس السياق أكد عضو المكتب السياسي بالحزب الديمقراطي التقدمي المولدي الفاهم في تصريح لراديو كلمة أن 18 اكتوبر 2012 يشهد احتقانا على الساحة السياسية في تونس حيث تطور العنف السياسي ادى .الى سقوط قتيل اليوم بتطاوين واصابة 8 جرحى، ودعا المولدي الفاهم الترويكا الى التوافق والتجاوب مع المصالح الموسعة للبلاد، تعاطي وسائل الاعلام مع جبهة 18 اكتوبر 2005 لقد شنّ نظام بن علي حملات اعلامية تشويهية متسلحا بالصحف المحلية ضد جبهة 18 من اكتوبر 2005. هذه الصحف لم تكتفي بتشويه الجبهة و أعضاءها و مسانديها فقط و انما صورتهم في شكل مجموعة ارهابية تريد ضرب استقرار تونس. وعمدت الى تضييق الخناق ضد بقية الوسائل الاعلامية المستقلة . و حسب ما أفادنا به حمة الهمامي الامين العام لحزب العمال فان عملية الحرب الاعلامية كانت منظّمة و ممنهجة بشكل كبير ، حيث تعمد الديوان السياسي للتجمّع شن الحملات الاعلامية. و ذلك عبر اختيار العناوين التي سيطلقها على جبهة 18 أكتوبر على غرار "تحالف المتطرفين" و "تحالف غير طبيعي" و "الخونة" و " الشرمذة" و "العملاء" و "كلاب الغرب" و غيرها من العناوين التي توزع على الجرائد و الصحف بمختلف أنواعها بحيث كانت كل صحيفة أو مؤسسة اعلامية تعنى بعنوان واحد أو اثنين على الأكثر حتى لا يقع التشكيك فيها. و بالتوازي مع هذه الحملات كانت هنالك بعض المواقع الالكترونية التي تتكفل وزارة الداخلية بإحداثها و تعيين الأشخاص الذين سيديرونها و تطلق عليها اسماء محددة مثل كشف المستور و نشر الحقائق و فضائح العملاء... أما فيما يخصّ الحملات الاعلامية التي كان تشنّها بعض وسائل الاعلام العربية، فالأمر يعود انذاك الى وكالة الاتصال الخارجي. التي كانت تختار نوعية خاصة من الصحفيين أو شبه الصحفيين و تغدق عليهم أموالا طائلة خاصة من مصر و سوريا و لبنان. مع العلم أن تلفزيون" أن بي" و مقرّه لبنان كان يخصص 50 دقيقة في الأسبوع من أجل خدمة نظام بن علي و التركيز على رسم جبهة 18 أكتوبر حينها كخليّة ارهابية خاضعة للقاعدة تريد الانتشار في شمال افريقيا.