لم يكن صغيرا في السنّ، فخطوط الشيب كادت تأكل رأسه. ما الجريمة التي يمكن أن يرتكبها رجل تقدّم به العمر شوطا و لماذا ؟ يمكن لملابسات هذه القضية أن تشفي غليلكم بمحو بعض نقاط الإستفهام في هكذا تساؤلات. فالمتهم الماثل اليوم 19 ديسمبر 2012 أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس، نسبت إليه ثلاث تهم متمثلة في جلب و حمل و توريد سلاح بدون رخصة، حسب أحكام الفصول 3، 17، 18 و 19 من قانون 1967 المتعلق بالأسلحة. وتتمثل الوقائع في أن المتهم قد تم ضبطه في المطار أثناء دخول التراب التونسي قادما من فرنسا و بحوزته خمسة عشر سكينا و بندقيتا صيد إضافة إلى ثلاثة خراطيش مجهولة مكان الصنع. هذا ما أورده محضر البحث و اعتبر أن هناك قصدا لادخال الأسلحة للتراب التونسي ما جعل المتهم يقضي شهرا في حالة إيقاف. محاميا الدفاع ركزوا على غياب القصد في ارتكاب هذه الجنح المنسوبة إلى المتهم خاصة و أنه يمارس باستمرار هواية الصيد بجهة مرسيليا التي يقطن بها و ذلك بترخيص من السلطات الفرنسية. و أنه لو كان ينوي تهريبها لما تركها ظاهرة بسيارته للعيان أين تم ضبطها و أن الهدف من جلبها كان بغاية ممارسة الصيد لا غير. و قد طلب الدفاع الحكم بعدم سماع الدعوى و التخفيف عند الإدانة نظرا لأن منوبه نقي السوابق و أنه كان يعتزم برجوعه لأرض الوطن إقامة مشروع بمنطقة سيدي بوزيد.