أثار إعلان القس الأمريكي تيري جونز – أسقف كنيسة فلوريدا عزمه على حرق مائتي مصحف أمام إحدى الكنائس بمدينة جينسفيل بولاية فلوريدا يوم 11 سبتمبر الجاري، بمناسبة الذكرى التاسعة لتفجيرات 11 سبتمبر بأمريكا ردود فعل متباينة تراوحت بين تأييد الكنيسة البروتستنتية بفلوريدا لموقفه، والتي قالت أنه يجب محاربة "شرّ الإسلام" وبين الرفض من قبل الفاتيكان الذي أصدرت صحيفة "أوبسرفاتوري رومانو" الناطقة باسمه مقالا بعنوان "لا يحق لأحد أن يحرق المصحف". من جهتها اكتفت الحكومة الأمريكية بالتحذير من حرق القرآن الكريم بتعلّة عواقب هذه العملية على الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان. وأمرت سفاراتها في جميع انحاء العالم خاصة في دول المغرب العربي وآسيا بضرورة التأهب وتشديد الحراسة على مقرات هيئتها الديبلوماسية تحسبا لتعرضها للاقتحام من قبل المسلمين أو هجمات مسلحة قد ينفذها تنظيم القاعدة بعد تنفيذ عملية حرق القرآن. ولم تصدر الدول العربية أي موقف رسمي من تلك الحملة رغم الجدل الدائر حولها، ورغم مواقف المنظمات والشخصيات والأحزاب التي طالبت أنظمتها باتخاذ موقف تجاه الحدث. وقد عبّر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض بتونس عن استنكاره الشديد لإعلان القس الأمريكي عزمه على حرق القرآن الكريم واصفها العملية في بيان له صدر يوم الخميس 9 سبتمبر الجاري - بالتعبئة الحاقدة التي تستهدف الأمة الإسلامية، وحمّل حكومات البلدان الإسلامية وخاصة التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة باستعمال جميع الوسائل المتاحة لها للحيلولة دون حصول هذه الجريمة على حد تعبير البيان. هذا وقد علمنا في وقت متأخر أن القس المذكور قد أعلن تراجعه عن حرق القرآن حسب ما ذكر موقع فارنس 24.