اعتصم يوم الثامن من افريل الجاري عدد كبير من اصحاب مجامع الحليب التي تزود معمل لينو التابع للسيد حمدي المؤدب احد اكبر مدعمي الترجي الرياضي التونسي امام ديوان تربية الماشية بشارع 9 افريل بمدينة جندوبة. وجاء هذا الاعتصام بمثابة الاحتجاج على الاضرار التي لحقت مجمعي الحليب خاصة بعد ان رفض المعمل قبول الكميات الواردة لادارته بمنطقة الروماني من معتمدية بوسالم على الشكل المعتاد،الامر الذي ادى الى هدر كميات تعد بآلاف الليترات في كل من وادي مجردة ووادي المالح وخاصة في الوادي المعروف بوادي اللبن. وحسب تصريحات بعض اصحاب المجامع الذين التقى بهم راديو كلمة طلبوا عدم ذكر اسمائهم فقد اضطر احدهم لهدر ما لايقل عن ثمانين الف(80000) لتر وقال بان تلك الكمية تعادل ما يجمعه من أرباح على امتداد اربع سنوات كاملة فيما خسر الاخر نحو 45000 لتر وتجاوزت الكمية التي خسرها المجمع الثالث نحو 10000 لتر. فضلا على أن ساعات انتظار ايداع الحليب قد تصل الى 27 ساعة وما تسببه تلك المدة من اضرار لمادة الحليب. وحسب بعض المصادر المعنية والمطلعة فان الشركة بررت عدم استعدادها لقبول الكميات الواردة عليها بعدم مطابقة الحليب للمواصفات المعتمدة من جهة ،وان الفريق الهولندي الذي كان من المفترض ان يصل في شهر ديسمبر من سنة 2008 لصيانة المؤسسة قد اخل بموعد وصوله ولم يصل الا في النصف الثاني من شهر مارس 2009 . فيما عدّ اصحاب المجامع بان التخفيض في استقبال الكميات على الشكل المعتاد يعود بالاساس الى ثقل المخزون من الحليب بالمؤسسة المعنية والذي عجزت المؤسسة عن ترويجه مما دفع بها لاعتماد مثل تلك المبررات التي وصفت بغير الواقعية ذلك ان قدرة المعمل كانت لاتقل عن 270000 لتر يوميا ولكن منذ يوم 19 مارس الماضي تراجعت الى اقل من 100000 لتر . من جهة اخرى حاول بعض اصحاب المجامع التوجه لمصالح الديوانة قصد تصدير كمياتهم بدل هدرها والتخلي عنها لفائدة الوديان لكن مصالح الديوانة اشترطت ان لاتقل قيمة آداء التصدير عن 300 مي للتر الواحد في الوقت الذي لايحصل فيه المجمعين على اكثر من 50 مليم كهامش ربح ثابت. (ثمن الشراء 550 مي وثمن البيع 600 مي) هذا وقد لوح اصحاب المجامع بانه وفي حال عدم التزام المؤسسة بقبول كميات الحليب المجمعة وتنفيذ بنود العقود الممضاة بينهم وبين صاحب المؤسسة فانهم سيضطرون لرفض قبول كميات الحليب الواردة من الفلاحين المنتجين.غير ان السلط والجهات المعنية قدمت لهم وعودا شفوية لم تجد تجاوبا من قبل المجمعين.