شنّ صبيحة الأربعاء 18 نوفمبر أهالي الجزء الشرقي من أرخبيل قرقنة اعتصاما في الطريق العام وأغلقوا المسلك المؤدّي إلى المنطقة الشرقية من الجزيرة على مستوى "صقالة العبّاسيّة" باستعمال الحواجز البشريّة والصناعيّة ممّا شلّ حركة النقل إلى كلّ من العطايا والقراطن والشرقي والعبّاسيّة، ورغم تدخّل قوّات الأمن إلاّ أن الاعتصام دام من السادسة صباحا إلى حدود الساعة الثالثة بعد الزوال. ويطالب المحتجون السّلط الجهويّة بالتدخّل ومنع الصيد بالكيس في سواحل قرقنة معتبرين أنّ المسؤولين يماطلون في الاستجابة له وعاجزين عن حل المشكل. وجاء هذا التحرّك على إثر ما اعتبره أهالي قرقنة هجمة من قبل بحّارة سيدي منصور البعيدة ما يقارب عشرة أميال بحريّة على سواحلهم وقيامهم بالصيد بالكيس في أعماق قصيرة بما يكون له تأثير على الثروة السمكيّة. من جهتهم يشتكي بحّارة منطقة سيدي منصور التي تبعد عن مركز مدينة صفاقس حوالي العشرة كيلومترات من غياب الأسماك وشحّ البحر في منطقتهم خاصّة وأنّ إمكانيّات الصيد لديهم بدائيّة ولا تسمح لهم بالصيد في أعماق كبيرة أو التوغّل في البحر، وقد فاقمت من تصحّر البحر لديهم أشغال التنقيب عن البترول التي سمحت السلط لبعض الشركات الأجنبيّة بإجرائها باستعمال تقنيات كان لها انعكاس سلبي على الثروة السمكيّة. علما وأن كلا المنطقتين قرقنة وسيدي منصور تعتمدان في مداخيلهما على صيد الأسماك وأن هذه الحرفة تعدّ المورد الوحيد لآلاف العائلات وما تزال التقنيات المستعملة فيها قديمة وتقليديّة نظرا لتدهور الحالة المادّيّة لمتساكني المنطقتين.