أن تشمت في سياسي ساهم في تخريب بلادك و في تدهور وضعك و أشبعك وعودا كاذبة و سلب صوتك و ضحك عليك فذاك شعور يمكن فهمه و تقبله. لكن أن تشمت في كل السياسيين بدون استثناء حتى في من لم يساهم لا من قريب و لا من بعيد في ادارة شؤون البلاد ولا في وصولها للحالة التي آلت اليها فذاك أمر محير ومخيف يتطلب منا الكثير من التفكير و التحليل. كلما سقط أو سجن اليوم أحد من السياسيين الا وتجد عدد الشامتين فيه اضعاف أضعاف المساندين له. فهل أن احساس التونسي بلذة الشماتة في الآخر أصبحت متغلبة حتى على احساسه بالجوع و الفقر واصبحت تنسيه و تلهيه عما هو فيه؟ الأكيد الأكيد أن العشرية السوداء التي عانا منها جل التونسيين كانت مؤلمة إلى حد كره السياسة وكره كل الأحزاب و كل السياسيين بدون استثناء أو تمييز ولا ادل على ذلك من تراجع نسب المشاركة في كل استفتاء أو انتخابات. والاكيد أيضا أننا بحاجة اليوم إلى سياسة جديدة وسياسيين جدد بأساليب و خطب جديدة ليعيدوا تونس وشعبها إلى حياة سياسية واجتماعية طبيعية و قادرين على محو تلك الذكريات السوداء التي عشناها في تلك العشرية السوداء.